الانسحاب الجزئي من الضفة الغربية نموذج مكرر للانسحاب من غزة
غزة
"انسحاب جزئي من أراضي الضفة الغربية " , مقترح صهيوني يحمل في طياته العديد من التساؤلات , ففي الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي مواصلة بناء الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية , أعلن رئيس الوزارء الصهيوني عن فكرة الانسحاب الجزئي من أراضي الضفة الغربية .
وقد وصفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية رئيس وزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بأنه ليس مبارك أو بن علي، لكنه أكثر ما يكون شبيها بالقذافي والأسد" فهو يرنو إلى "التمسك بالوطنية" في وجه الضغوط الدولية والتهديد الفلسطيني بإعلان قيام دولة فلسطينية , على حد وصفها.
ويبدو أن نتنياهو يدرك مثل نظرائه في الشرق الأوسط، أنه من الضروري أن يتنازل عن شيء ليفوز على الغالبية , وهو الآن يقترح "انسحابا بسيطا" .
ما هي الأهداف التي يقصدها نتنياهو من وراء هذا المقترح ؟ , وهل سيقبل الفلسطينيون بفكرة الانسحاب الجزئي من الضفة الغربية ؟ في الوقت الذي يعملون فيه من أجل أقامة الدولة الفلسطينية منذ حوالي عامين .
أكد الدكتور ناجي شراب الكاتب والمحلل السياسي في حديث أن الخطورة التي أعلنها رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو والتي تقضي بالانسحاب الجزئي تهدف لاستباق من حيث الاحتمالات بامكانية نشوب انتفاضة ثالثة , واستباق التوجهات الفلسطينية لمجلس الأمم المتحدة التي تطالب بإقامة الدولة الفلسطينية .
ووصف الدكتور شراب الانسحاب الجزئي الذي طرحه نتنياهو من الضفة الغربية بالانسحاب "الإسرائيلي" من قطاع غزة .
وعن احتمال قبول الفلسطينيين لمبادرة نتنياهو قال شراب : " لا يمكن قبول الفلسطينيين لفكرة الانسحاب الجزئي من أراضي الضفة الغربية , وذلك لما فيه من إجهاض لكل الخيارات الفلسطينية المتاحة لهم حالياً , خاصة وأن الفلسطينيين يسعون في هذه الأيام لإقامة الدولة الفلسطينية " .
وأوضح شراب أن فكر نتنياهو يتوافق مع الفكر الليكودي الذي يرفض فكرة إقامة الدولة الفلسطينية , ويطرح فكرة الوطن البديل للفلسطينيين .
ويبدو أن نتنياهو يقترح زرع مادة أخرى في "اتفاق واي" الذي تم التوقيع عليه في العام 1998 إلا انه لم يتم تنفيذه، مستخدما وسيلة ناعمة يطرحها أمام الفلسطينيين والأميركيين باعتبارها تنازلا غير مسبوق، أما "للإسرائيليين" فانه سيقول انه مجرد تنفيذ لاتفاق تم التوقيع عليه وليس سابقة – ليس تنازلا جديدا