لناصرة المحتلة'
من زهير أندراوس: قال موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على الشبكة العنكبوتية الجمعة إن الجيش الإسرائيلي يقوم في هذه الأيام بإحياء الذكرى السادسة للحرب العدوانية التي سنتها الدولة العبرية على لبنان في صيف العام 2006، ونقل معد التقرير، يوآف زيتون، عن مصادر عسكرية إسرائيلية، وصفها بأنها عالية المستوى قولها إنه في ظل حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وبما في ذلك صعود الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر والأحداث التي تعصف بالدولة السورية، فإن لبنان باتت الأهدأ نسبيا بين الدول المجاورة في إسرائيل، إلا أنه بالرغم من ذلك فإن الجيش ينظر إلى الشمال بقلق، خاصة على ضوء تعزز قوة حزب الله.
علاوة على ذلك، نقل المراسل عن مصدر عسكري رفيع المستوى قوله إن كل يوم من الهدوء يمر هو إنجاز، ولكن السؤال هو كم من الوقت سوف يصمد ذلك؟، فتدهور الأوضاع من الممكن أن يؤدي خلال ساعات إلى إطلاق صورايخ باتجاه مركز البلاد، على حد تعبيره، مضيفًا أن الحرب القادمة ستكون مختلفة، وأن الجيش سيضطر إلى الهجوم بقوة أكثر وبشكل أعنف من أجل تجنيب تعرض الجبهة الداخلية إلى الضربات قدر الإمكان، وأن القاضي اليهودي، من جنوب إفريقيا، الذي حقق في العدوان البربري على غزة من قبل جيش الاحتلال سيبدو شاحب الوجه بعد أنْ يرى ماذا سيفعل الجيش الإسرائيلي، على حد تعبيره. أما في ما يتعلق بطريقة العمل، فقال المصدر عينه إنه ثبت أن المناورات البرية تمس بقدرات الإطلاق لديهم، وأنه في مثل هذه الحالة ستقع أضرار شديدة لهم حتى لو تم الهجوم فقط على البنى العسكرية الخاصة بهم، على حد تعبيره. وساق المصدر عينه قائلاً للموقع الإسرائيلي إن النسب ستكون مختلفة تماما بين المواد المتفجرة التي ستلقى على لبنان وبين تلك التي ستطلق على إسرائيل، وبحسبه فإن خمسة أو ستة أيام تكفي لإنهاء القصة، وسيكون عدد أقل من الإصابات في الجبهة الداخلية وفي صفوف الجيش، ولذلك فإن الواقع يلزم بدخول قوات برية، على حد تعبيره.
علاوة على ذلك، نقل الموقع الإخباري عن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع في قيادة لواء لشمال في جيش الاحتلال قوله إن سياسة الدولة العبرية تعتمد على عدم إطلاق الرصاصة الأولى، ولكن عند إطلاق النار من قبل الطرف الثاني، أضاف المصدر، فإن إسرائيل ستعمل بشكل مؤلم، وستضرب لتقتل 13 جنديًا من بين كل 15 جنديا، حتى يروي اللذان يتبقيان على قيد الحياة لقادتهم ماذا حصل لهم، على حد وصفه، وزاد المصدر ذاته قائلاً أن منطقة الشمال شهدت 6 سنوات من الهدوء لم تحصل منذ بداية سنوات السبعينيات من القرن الماضي، وعلى الرغم من ذلك، إلى أن الجيش الإسرائيلي تمكن من تشخيص عناصر حزب الله بالقرب من الحدود وفي أكثر من مرة كانوا بالقرب من جنود لبنانيين. وأضاف أنه في كفر كلا، القريبة من المطلة، فقد عاين الجيش مقر قيادة وغرفة رصد تابعة لحزب الله، ويقوم عناصره هناك بجمع معلومات عن قوات الجيش الإسرائيلي بالضبط بالقرب من السياج الحدودي، مشيرا إلى أنه يمكن رؤية أعلام حزب الله في عدد من المواقع. وقال المصدر العسكري أيضا لموقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' إنه في إحدى المرات عاينت أجهزة الرصد التابعة للجيش مركبتين لحزب الله تقل عناصر من الوحدات الخاصة التي قدمت إلى الجنوب لرؤية إسرائيل عن كثب والاستعداد للمواجهة القادمة. وأضاف في حادثة أخرى، وقعت الأسبوع الماضي وكادت أن تتدهور إلى تبادل إطلاق نار بالقرب من نهر الحاصباني، عاينت قوات الجيش الإسرائيلي جنودا من الجيش اللبناني يقتربون من القوة الإسرائيلية واستلوا أسلحتهم بادعاء أن الجنود خرقوا السيادة اللبنانية. وتابع أن 8 جنود إسرائيليين من وحدة المظللين وقفوا بأسلحتهم قرابة الساعة مقابل 5 جنود لبنانيين مسلحين ببنادق القناصة وقذائف الآر بي جي، ولم يفصل بين الطرفين سوى بضع عشرات الأمتار وسياج حدودي، وفي نهاية الأمر لم يطلق أحد النار، على حد تعبيره. بالإضافة إلى ذلك، نقل الموقع الالكتروني للصحيفة العبرية عن قائد ما يُطلق عليه لقب عصبة الجليل، الجنرال هرتسي هليفي، قوله إن الجيش الإسرائيلي مستعد بشكل أساس ومهني لحرب أخرى، حيث سيكون للعدو القدرة على الاختفاء جيدا في وسط السكان المدنيين. وزاد قائلاً إنه في الحرب القادمة سيكون تبادل إطلاق نيران ثقيلة من الطرفين، وسيضطر الجيش إلى الدخول بقوة إلى القرى اللبنانية موقعا دمارا شديدا، وأن أضرارا شديدة ستحصل للبنان أكثر مما حصل في الحرب الأخيرة (2006). وخلص الجنرال الإسرائيلي إلى القول إن جيش الاحتلال سيمنح الجيش اللبناني الفرصة كي لا يكون عدوا، ولكنه سيتلقى الرد الهجومي إذا حارب ضدنا، وسيكون الهجوم عليه أسهل من الهجوم على حزب الله، على حد وصفه.
يُشار إلى أنه وفق تقديرات المخابرات الإسرائيلية فإن ترسانة حزب الله العسكرية تشمل 60 ألف صاروخ، القادرة على إحداث أضرار واسعة النطاق في إسرائيل، لأنها متطورة جدًا ودقيقة للغاية، بالإضافة إلى ذلك، قالت المصادر الأمنية في تل أبيب إن حزب الله قام بنشر الصواريخ والمقذوفات في أكثر من 160 قرية لبنانية في الجنوب، وخبأها تحت الأرض، الأمر الذي يجعل من الصعب استهدافها، كما لفتت المصادر إلى تهديدات قائد اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير غولان، الذي هدد مؤخرًا باستهداف كل لبنان في حال نشوب حرب مع حزب الله.