وجه قائد سلاح الجو الإسرائيلي المنتهية ولايته الجنرال عيدو نحوشتان أمس الجمعة تحذيرًا جاء فيه أن انتشار أنظمة صواريخ أرض جو متطورة في أنحاء المنطقة، أي في سورية ولبنان وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، يهدد بتقويض تفوق سلاح الجو الإسرائيلي بشكل كبير.
وقال الجنرال الإسرائيلي، الذي قاد سلاح الجو لمدة أربع سنوات في حديث صحافي نُشر أمس في صحيفة 'جيروزاليم بوست'، إن سلاح الجو الإسرائيلي بحاجة للاستعداد كي يحلق في أماكن حيث هناك تهديد لتفوقه، وبرأيه، هذه هي الحالة الآن، لذلك حين نقترب من جبهات مثل لبنان أو غزة علينا أولاً أن ننظر إلى المعلومات الاستخباراتية المتوفرة، ثم علينا أن ندرس التهديدات وبعدها نفكر ما هي الطريقة المثلى لتنفيذ مهامنا، على حد قوله. ولكنه في الوقت نفسه وفي معرض الرد على سؤال عما إذا كان سلاح الجو الإسرائيلي قادراً على التعامل مع التهديد الإيراني، أكد أن الأخير جاهز لأي مهمة أو لأي تهديد يواجهه في الشرق الأوسط ومن بينها عملية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وقال أيضًا للصحيفة الإسرائيلية إنه يفهم المهام الموضوعة أمام سلاح الجو الإسرائيلي، وقد بذلنا كل ما يمكن في هذه الفترة لخلق القدرات التي تخولنا تنفيذ هذه المهام، علاوة على ذلك، أعرب قائد سلاح الجو المنتهية ولايته عن رفضه القاطع لتحويل مسألة ضرب إيران إلى سجال عام، وقال أعتقد أنه ليس علينا الكلام في هذه المسألة. وأقول ذلك بكل المسؤولية التي يستوجبها هذا الموضوع. أعتقد أن السجال العام حول هذه المسألة يفتقد إلى الحقائق الأساسية التي يحتاجها ليكون متماسكاً وأعتقد أنه يجب ألا يجري بهذه الطريقة. وأضاف الحدث العراقي، أيْ قصف مفاعل تموز النووي في العام 1981 كان معروفا لسنوات قبل مهاجمة المفاعل وكان معروفا ولم تتحول إلى نقاش عام ولا يجب أن يكون الموضوع كذلك في هذه الحالة. كما حذر نحوشتان من تلاشي التفوق الجوي الإسرائيلي أمام المتغيرات التي تشهدها المنطقة، منتقدا تقليص الحكومة الإسرائيلية ميزانية الجيش، علاوة على ذلك، أكد نحوشتان أن تلاشي التفوق العسكري الجوي الإسرائيلي يجب أن يثير قلق الجميع في إسرائيل، مشددا على أن التعاظم العسكري في المنطقة يشكل تحديا حقيقيا أمام التفوق العسكري الجوي الذي يتمتع به سلاح الجو الإسرائيلي الذي يعتبر عامل حسم في كل مواجهة تخوضها إسرائيل على حد تعبيره. وأضاف نحوشتان إن التفوق التكنولوجي النوعي لسلاح الجو حاليا بدأ بالتآكل وهناك أسباب عديدة لذلك وعلينا أن نسعى للتقدم والمضي نحو الأمام وإلا وجدنا أنفسنا متأخرين عن محيطنا.
وتابع قائلاً إن زعزعة الأنظمة في المنطقة يزيد من احتمالات تسرب وسائل قتالية نوعية ووصولها إلى المنظمات الإرهابية بشكل عام، وعلى وجه الخصوص إلى حزب الله وفي هذه الحالة لا يمكن لإسرائيل أن تبقى مكتوفة الأيدي، موضحًا أن التطور يجري بمساعدة إيران ويشكل تحديًا للتفوق الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي، الذي يشكل الميزة الرئيسية لقوة الدولة العبرية.
ونقل موقع سلاح الجو الإسرائيلي على الإنترنت عن قائد هيئة الأركان العامة في الجيش، الجنرال بيني غانتس قوله في حفل تنصيب القائد الجديد سلاح الجو، الجنرال أمير أيشل، قوله إن سلاح الجو هو حقاً مثل دولة إسرائيل، عندما بدأ طريقه كان هناك قلة من الأشخاص في صفوفه، ثمانية طائرات خفيفة ولم يكن هناك أي مسارٍ ملائم لاستخدام الطائرات، أما اليوم، تابع غانتس، فيكفي النظر مرة واحدة إلى الجانب وأيضاً إلى السماء، لكي نرى أن الواقع تغلب على كافة الأحلام. وأضاف: مرة تلو الأخرى يصبح سلاح الجو قوة ضاربة أكثر وأكثر، على حد وصفه. أما القائد الجديد، بحسب الموقع، فقال إن هزة تاريخية تُحيط بالدولة العبرية، في مصر تمكنوا من محو النظام القديم بلحظة، ما يُحيطنا هو قوات ظلامية،، غريبة عن قيمنا، وأضاف أن أحدًا لا يعرف كيف ستنتهي هذه العاصفة، التي لم يعتبرها ربيعًا، وقال: فُرض علينا العيش في ضباب عدم اليقين، ولكنه أشار إلى أن سلاح الجو يمنح المستوى السياسي إمكانية انتهاز الفرص من موقع القوة.
وأضاف: في منطقة الشرق الأوسط لا يوجد مكان للضعفاء، الجيش الإسرائيلي قوي، وسلاح الجو هو ذراع الردع، الحسم والدفاع، وهذه الأمور هي بمثابة بوليصة تأمين لاستمرارية دولة إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية. تحمل السنوات القادمة بداخلها العديد من الاختبارات والتحولات.
ولفت إلى أنه في حال اضطرت إسرائيل لخوض حرب، فإن سلاح الجو سيكون بمثابة الشعلة الحادة والحاسمة، الذي سيعمل على النصر في المستقبل القريب والبعيد على حدٍ سواء، إن كان ذلك في مواجهة الإرهاب، الجيوش والتهديدات المختلفة، سلاح الجو، أضاف إيشل، سيكون مستعدًا ومؤهلاً وقادرًا على مواجهة أي سيناريو، بهدف تحقيق النصر، على حد وصفه.