دعا حاخام الطائفة اليهودية في اليمن يحيى يوسف موسى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق إلى تبني مشاركة الطائفة في العمل السياسي من خلال تخصيص مقاعد في البرلمان ومجلس الشورى.
وقال موسى، المقيم في العاصمة اليمنية صنعاء، في مقابلة مع CNN بالعربية: "أطالب الحكومة الجديدة بالاهتمام بهذا الجانب والعمل على تخصيص مقاعد لأبناء الطائفة في مجلسي الشورى والنواب، كي نشعر بالمواطنة الحقيقية وعدم التمييز، وهو حق كفله لنا القانون والدستور."
وأضاف الحاخام أثناء قيامه بإجراءات ضم ولديه شمعة وسعيد إلى برلمان الأطفال: "شعرنا بالسعادة وسعد كل أبناء الطائفة اليهودية في اليمن عندما عرفوا بضم اثنين من أبنائنا إلى برلمان الأطفال، فالجميع بدأ يشعر بأننا سواسية في الحقوق والواجبات."
ومضى يقول: "في حقيقة الأمر، تمنيت أن تكون لنا مقاعد في مجلس الشورى أو البرلمان، ونشارك في كل ما يخدم الطائفة اليهودية واليمن بشكل عام. وفي الأساس، نحن نشارك في الاقتراع خلال الانتخابات البرلمانية والمجالس المحلية، وقد عملنا على نقل مركزنا الانتخابي إلى الدائرة 18."
واستذكر الحاخام يحيى اتصالا هاتفيا جرى بينه وبين رئيس مجلس الشورى الراحل عبد العزيز عبد الغني، عندما طلب منه ضمه للعمل في مجلس الشورى، قائلاً: "اتصل بي يوم الأربعاء، وطلب مني ممازحا لقاءه السبت، علماً بأنه يدرك أننا لا نخرج يوم السبت فقلت له: أزورك الأحد نحن لا نخرج يوم السبت."
أما بالنسبة لبرلمان الأطفال، فقال الحاخام: "أشعرنا هذا البرلمان بممارسة حقوقنا، وأحسسنا أننا جزء من أبناء الشعب اليمني، وأن لدينا القدرة على النظر في معاناة أبناء الطائفة اليهودية وأبناء اليمن بشكل عام. في أوروبا وكثير من الدول، جميع الناس تشارك في العمل السياسي باستثنائنا. ولذا أطالب الرئيس والحكومة الجديدة بالنظر في أهمية مشاركتنا أبناء الطائفة اليهودية."
وحول موضوع هجرة أبناء الطائفة اليهودية من اليمن قال الحاخام: "كم وجدنا من إغراءات لترك بلدنا اليمن والسفر إلى إسرائيل أو إلى أمريكا لكن من المستحيل أن نترك بلادنا، فأنا يمني ابن يمني."
وأضاف: "هناك أناس سافروا وعادوا إلى اليمن، ولم يستطيعوا العيش في إسرائيل في ظل عادات وتقاليد مختلفة عما تعودوا عليه في اليمن مثل أسرة هارون زندان.. إذ أنهم في اليمن يشعرون بالراحة النفسية والمعيشة هنا مختلفة."
من جهتها، تصف شمعة يحيى ابنه الحاخام، وعمرها 15 عاما، تدرس في الصف السابع، علاقتها بزميلاتها في المدرسة من غير الطائفة اليهودية بالايجابية قائلة: "أتمنى من خلال مشاركتي في برلمان الأطفال أن أساعد المعاقين كما اشعر أني قادرة على عمل أشياء كثيرة."
أما سعيد يحيى، 13 سنة، وهو أيضا ابن الحاخام ويدرس في الصف السادس، فقال: "من خلال مشاركتي في برلمان الأطفال أتمنى أن اهتم بالتعليم واجعل الجميع يتعلموا."
وفي الإطار ذاته، التقت CNN بالعربية مدير المدرسة الديمقراطية المسؤولة عن برلمان الأطفال جمال الشامي، والذي قال إن "فكرة ضم أطفال الطائفة اليهودية موجودة من زمن إلا أن وجودهم في صعدة وريدة أعاق ذلك."
وأضاف قائلا: "مع انتقالهم إلى صنعاء وتوسيع نشاط برلمان الأطفال الذي تأسس قبل 12 عاما بضم لاجئين إلى البرلمان نتيجة وجود عدد كبير من اللاجئين في اليمن.. تعززت الفكرة بضم ابناء الطائفة اليهودية وهم في الأساس يمنيين."
وأوضح الشامي أنه "عرض الفكرة على حاخام الطائفة اليهودية والأطفال وتحفزهم لها كان فرصة مناسبة،" معتبرا "أن مشاركتهم ستعرف بكثير من القضايا الخاصة بهم والتعريف بأحوالهم وقضاياهم بالإضافة إلى التعرف على عاداتهم وتقاليدهم بشكل أوسع."
وقال: "على الحكومة أن تحذوا حذو المدرسة الديمقراطية كما عملنا في برلمان الأطفال.. فالطائفة اليهودية في اليمن لا يوجد لها تمثيل في البرلمان ولا في مجلس الشورى والمجالس المحلية.