بـيــان صـادر عن اللـجنة المـركـزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح-الانتفاضة
حول ما يتعرض له قطاع غزة
إن في فداحة المذبحة الهمجية التي يوالي ارتكابها العدو الصهيوني المحتل، وزيادة إحكام الحصار التجويعي ذى المنحى الإبادي ضد أهلنا الصامدين المناضلين في قطاع غزة، ما يؤشر أيما إشارة إلى التلاقي الضمني لاستهدافات جبهة اعداء شعبنا بزعامة الولايات المتحدة، والتواطؤ المشين لما يعرف بالمجتمع الدولي، وهذا العجز العربي غير المفهوم الممثل في هذا الصمت المشين وغير المبرر لأغلب أاطراف النظام العربي الرسمي حيال فظاعة ما يجري.
كما أن إصرار سلطة رام الله تحت الاحتلال على مواصلة مسارها التسووي التصفوي التفريطي عبر مواصلتها ما يطلق عليه مفاوضها مع العدو أحمد قريع المفاوضات الاستكشافية، وغزة تسبح في دمها ونابلس، التي تحاول هذه السلطة نزع سلاح مقاوميها، تتلقى ضربات المستعربين وتوالي تقديم قرابين الشهادة، ما يضع هذه السلطة جنباً إلى جنب مع أولئك الذين يتحملون المسؤولية التاريخية تجاه هذا المسلسل من المذابح، التي آخرها يجيء كبداية لما يحاك ضد أهلنا في غزة، وكل الوطن الفلسطيني المحتل من نهره إلى بحره.
لقد كان تبرير سلطة رام الله على لسان نبيل أبو ردينة لهذا الإصرار، و القائل بأن ايقاف المفاوضات مع العدو هو قرار عربي، مفارقة تنم على تهافت يذكّرنا بتفسير الاوسلويين العتيد لمقولة "الممثل الشرعي الوحيد"، هذه التي استخدمت كذريعة لنفض يد من يريدون نفض ايديهم من المسؤولية تجاه القضية المركزية للأمة العربية في فلسطين، وشعار حكاية " القرار الوطني المستقل" التي استخدمت لتبرير الانحراف وولوج أوحال المساومة على القضية و الانخراط في مسلسل التفريط الذي أدى إلى المسيرة الأوسلوية الكارثية.
إن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح إذ تحيّي الصمود البطولي لأبناء شعبنا تحت الاحتلال، الشعب الذي ينوب عن أمته في خط دفاعها الأول الملقى تبعاته اليوم على كاهله وحده، تدعو كافة الأطراف العربية المساهمة مباشرة أو غير مباشرة في هذا الحصار الظالم والإجرامي المضروب على أهلنا في قطاع غزة إلى الإنصات إلى نبض الشارع العربي المقهور والكف عن المساعدة على استمرار هذا الحصار، بل المسارعة إلى مد يد العون والمساعدة لصمود هذا الشعب المكافح عبر كسره، وأخذ الموقف الذي يليق بأمتنا العظيمة المجيدة حيال هذه الجريمة البربرية الدموية التي يرتكبها قتلة النساء والأطفال والشيوخ في فلسطين المحتلة راهناً.
واذا كانت هذه هي مسؤولية النظام العربي الذي يجب عليه تحملها، فإن مسؤولية الوطنيين الفلسطينيين هي أكبر وأخطر، هؤلاء الذين عليهم اليوم قبل غدٍ التداعي لكلمة سواء تحمي القضية وترد العدوان ما استطاعت، عبر توحيد الصفوف على برنامج حد ادنى مقاوم لامساوم، وعبر توجه صادق لاستعادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى خطها الوطني، يستند إلى إعادة الاعتبار لميثاقها الوطني الذي تعرض لعبث المساومين، وإعادة بنائها على أسس ديموقراطية وبمشاركة الجميع وطناً وشتاتاً.
ونحن نرى في المؤتمر الشعبي الذي سيعقد في دمشق بعد ايام خطوة بهذا الاتجاه، وكلنا أمل ان يكون كذلك، وسندفع ما استطعنا بهذا الاتجاه .
إن هول وبشاعة القمع الذي يتعرض له شعبنا، وجسامة المؤامرة التصفوية الرامية إلى إنهاء قضيته وشطب وجوده الوطني، واختلال موازين القوى لصالح جبهة أعدائه، حيث يواجهها وظهره إلى الحائط دون معين أو نصير، جعلت من هذا الشعب أسطورة نضالية، ومن نضاله فعلاً استشهادياً غير مسبوق، يستوجب من قياداته الارتقاء إلى مستواه، فالصراع مفتوح والتاريخ لا يرحم.
وإنها لثورة حتى النصر
اللجنة المركزية لحركة التحريرالوطني الفلسطيني
فتح-الانـتفاضة
وانها لثوره حتى النصر