عقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني . فتح – الانتفاضة مؤتمرها العام السادس يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من شهر تشرين الأول الجاري , ولقد تركزت أعمال المؤتمر الذي حضره 172 عضواً يمثلون مختلف الهيئات واللجان والبنى الحركية المتعددة في عموم ساحات العمل الحركي على مناقشة مشاريع الوثائق المقدمة للمؤتمر والتعديلات التي طرأت على النظام الداخلي , وعلى إنتخاب الهيئات القياديـة (اللجنة المركزية والمجلس الثوري ) .
وعلى مدار جلسات المؤتمر العام ناقش المؤتمرون مشروع التقرير السياسي الذي يكثف ويبين رؤية الحركة لجملة الأحداث والتطورات السياسية على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية وما نتج عنها من مخاطر حقيقة تهدد قضية فلسطين برمتها , وتُعرض وطننا العربي وأمتنا جمعاء لمؤامرات التفتيت والتجزئة والتمزيق وبالتالي إخضاعها والتحكم بمصيرها ونهب ثرواتها , وتهديد الهوية القومية لأمتنا , من خلال المشاريع المعادية الهادفة إلى تشكيل خرائط سياسية جديدة على حساب وحدة الأمة العربية وهويتها.
وفي ذات السياق ناقش المؤتمر ما تضمنه مشروع التقرير السياسي على صعيد مناهضة الحلول التصفوية , وإستمرار الثورة وحماية القضية واستعادة منظمة التحرير الفلسطينية لخطها الوطني , في الفترة الواقعة مابين المؤتمرين الخامس والسادس , ودور ومواقف ومسؤوليات الحركة في اطار العمل الفلسطيني المشترك , على صعيد الفصائل الفلسطينية العشر , أو تحالف القوى الفلسطينية , وفي المؤتمرات الوطنية المنعقدة لهذا الغرض , وفي دورها الكفاحي في حماية الثورة والقضية ومواصلة الصراع والإشتباك مع العدو الصهيوني الغاصب , وفي بذل الجهود والمساعي وتقديم المبادرات من أجل بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية , أو على صعيد الحركة الشعبية العربية ومنابر العمل القومي والإسلامي , وفي تحالفاتها الوطنية والقومية , مع كل مواقع الصمود والمقاومة والممانعة في أمتنا .
وبعد إقرار مشروع التقرير السياسي ناقش المؤتمر مشروع البرنامح السياسي , الذي أكد على رؤية الحركة لطبيعة الصراع مع العدو
الصهيوني , وعلى جملة المبادئ والمنطلقات والأهداف والأسلوب الذي أنتهجته الحركة منذ إنطلاقتها في 1/ 1/1965 , وعلى تشخيص الواقع السياسي الفلسطيني والعربي الراهن , ومن ثم تحديد المهام المركزية للعمل الحركي . وفي هذا المجال ركز البرنامج السياسي إهتمامه على تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني , والعمل على بلورة المشروع الوطني الفلسطيني , وبناء الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وعلى أساس ميثاقها الوطني والإرتكاز على قاعدة برنامج وطني يؤكد على أن المرحلة التي يخوض غمارها الشعب الفلسطني هي مرحلة تحرر وطني يعتمد الكفاح المسلح استراتيجية وليس تكتيكاً .
وإذا يقدر المؤتمر العام السادس للحركة الجهود والمساعي التي بذلت وتبذل من أجل إنهاء حالة الإنقسام والتشرذم في الساحة الفلسطينية , وتوحيد الصف الوطني , فقد شدد على أن السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف يتمثل في التمسك الكامل والحازم بالحقوق الوطنية الفلسطينية وبعدم التفريط في أيَ منها وعلى إعادة الإعتبار لبرنامج المقاومة والتحرير ضماناً لوحدة الأرض والشعب والقضية .
وأكد البرنامج السياسي على تعزيز النضال للتمسك بحق شعبنا الفلسطيني بالعودة إلي أراضيه ودياره التي هُجَر منها دون تفريط أو مساومة , والحفاظ على الهوية الوطنية وعلى الارتباط الدائم والثابت بالقضية والوطن , وعلى رفض أي اتفاقات أو معاهدات يجري التنازل بموجبها عن هذا الحق .
ولقد تضمن البرنامج السياسي للحركة العمل على تعزيز نضال وصمود شعبنا في فلسطين المحتلة منذ عام 1948 , في مقاومة سياسة التهويد والاجلاء والأسرلة ومصادرة الأراضي .
وحدد البرنامج السياسي المهام الحركية على الصعيد الرسمي العربي داعياً أطراف النظام الرسمي العربي إلى تحمل مسؤولياته كاملة تجاه قضية فلسطين , القضية المركزية للأمة وتقديم الدعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وفي وطنه وإنهاء كافة أشكال الحصار الجائر , والمطالبة بإلغاء الأتفاقيات والمعاهدات المبرمة مع الكيان الصهيوني ووقف كل أشكال التطبيع .
كما أكد البرنامج السياسي في هذا السياق على تعزيز العلاقة مع قوى الصمود والمقاومة والممانعة في أمتنا , وفي المقدمة منها سوريا العربية الشقيقة التي يشكل موفقها المتسم بالصمود والثبات عاملاً من عوامل صمود قوى أمتنا الحية .
وعلى صعيد الحركة الشعبية العربية فقد أكد البرنامج السياسي على العمل الحثيث إلي جانب قوى الأمة الحية بتياراتها الفكرية القومية , والإسلامية , والديمقراطية من أجل صياغة المشروع النهضوي لأمتنا وصون وحدتها وهويتها وتراثها , والتأكيد على الوقوف إلي جانب مقاومة الشعب العراقي الباسل للإحتلال الأمريكي وحلفائه , والوقوف إلى جانب القوى الوطنية اللبنانية وفي المقدمة منها حزب الله .
وعلى الصعيد الدولي فلقد أكد البرنامج السياسي للحركة أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف على رأس أعداء شعبنا وأمتنا , وأن الشعب الفلسطيني والأمة العربية يواجهان أعتى وأشرس مؤامرة عدوانية تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية وثكنتها المتقدمة الكيان الصهيوني بهدف بسط السيطرة والنفوذ عى الوطن العربي كاملاً .
وأكد البرنامج السياسي على التوجه والسعي من أجل تعزيز الجبهة العالمية المناهضة للسياسية الامريكية , وتمتين العلاقات مع القوى التقدمية والثورية التي يتنامى ويتصاعد موقفها المناهض للحرب والغطرسة الأمريكية ولكل أشكال العنصرية والعولمة .
ودعا البرنامج السياسي إلى إيلاء الإهتمام بالعمل في الأوساط الجماهيرية للشعوب الأسلامية الداعمة والمؤيدة للقضية الفلسطينية , خاصة أنها تكن تقديرا مميزأ لفلسطين وقضيتها , مثمناً العلاقة مع الجمهوية الإسلامية الإيرانية التي تولي قضية فلسطين أهمية كبيرة .
ثم أنتقل المؤتمر إلى مناقشة التعديلات المقترحة على النظام الداخلي للحركة وأقرها , وحيث ركز المؤتمرون على ضرورة النهوض بالدور النضالي للحركة وتلمس سبل تعزيز بناها المناضلة وفق المهام التي يتطلبها هذا النهوض , إختتم المؤتمر أعماله بانتخاب الهيئات القيادية , منتخباً لجنة مركزية مكونة من سبعة أعضاء . ومجلساً ثورياً من واحد وعشرون عضواً .
إن المؤتمر العام السادس للحركة وقد أنجز أعماله في هذا المؤتمر , يجدد العهد على مواصلة النضال والكفاح من أجل تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا المتمثلة في التحرير والعودة , ويتوجه بالتحية إلى جماهير شعبنا الفلسطيني في أرجاء الوطن المحتل كافة ً , لا سيما لجماهير شعبنا الصامدة في مدينة عكا الفلسطينية الباسلة وهم يواجهون قطعان المستوطنين الذين يهدفون لاقتلاعهم من مدينتهم وبيوتهم .
وإذ يتوجه بتحية خاصة لجماهير شعبنا في قطاع غزة الباسل يدعو كل الدول العربية وكل القوى الحية في أمتنا للعمل الجاد لفك الحصار الخانق على جماهير شعبنا , وعلى دعم صمود أبنائه , ليظل القطاع الباسل نموذجاً في الصمود والثبات والإباء والمقاومة.
كما يحيي جماهير شعبنا في ساحات الشتات ويعادهم على المضي قدماً على طريق الثورة والمقاومة والتمسك ببرنامج التحرير والعودة .
وكذلك يحيي قوى الصمود والمقاومة والممانعة في أمتنا كافة وفي المقدمة منها سوريا العربية الشقيقة قيادةً وحزباً وشعباً على مواقفهم القومية الثابتة في إحتضان القضية الفلسطينية , بإعتبارها القضية المركزية لأمتنا .
ويتوجه بالتحية إلى المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله ويحي قادته وأمينه العام وشهدائه الأبرار ومجاهديه الذين سطروا هذا الإنتصار الباهر النموذج في تموز عام 2006 .
ويحيي المؤتمر المقاومة العراقية الباسلة ضد الإحتلال الأمريكي البريطانـي , بغية التخلص من الإحتلال البغيض والحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً .
التحية للأسرى والمعتقلين في زنازين العدو الصهيوني على صمودهم وإبائهم في مواجهة قبضة الجلاد الصهيوني .
التحية للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى البواسل .
وثورة حتى النصر
المكتب الصحفي
لحركة التحرير الوطني الفلسطيني
فتح – الانتفاضة 27_10_2008