فتح: دائرة المبحوح مخترقة و"نزال" يؤكد دحلان متورط في اغتياله
منتدى كتائب الشهيد كمال عدوان
غزة
استنكرت حركة فتح الخميس ما عدته "تبرئة" من قبل حركة حماس للاحتلال من تهمة تنفيذ جريمة اغتيال القيادي الشهيد محمود المبحوح.
واستغرب الناطق باسم الحركة فايز أبو عيطة في بيان له ما وصفه بالتعمية المقصودة للجمهور العربي والفلسطيني بقصد إخفاء واقع الاختراقات الأمنية التي طالت الصف الأول من قياداتها.
وقال أبو عيطة إن دليل الاختراقات الأمنية بصفوف قيادات حماس هو أن "قيادات مفصلية ومركزية اغتيلت لم يكن يعلم بتحركاتها إلا رأس الهرم القيادي في حركة حماس نظراً لطبيعة المهام السرية التي كانت تنفذها".
وأضاف أن "تحركات القيادات التي تم اغتيالها وآخرها الشهيد محمود المبحوح ما كان ليعلمها إلا المحيطون واللصيقون به مباشرة وكذلك قيادته العليا صاحبة الأمر بالمهمات".
وأشار إلى ما أسماه "تساوق حماس مع الدعاية الإسرائيلية الهادفة لتبرئة الاحتلال باعتباره صاحب المصلحة الأولى والأخيرة في ضرب أهداف نوعية والمبحوح نموذجا عليها".
وتطرق إلى مجموعة من المعطيات التي قال إنه "لا بد من وضعها أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي وأمام كل متتبع ومهتم بهذه القضية".
وأول هذه المعطيات –حسب أبو عيطة- أن شرطة دبي مانعت منذ البداية اشتراك حماس في التحقيق وهذا يؤكد أن كل ما تنشره قيادات حماس ووسائل إعلامها من اتهامات لا صحة لها ومشكوك فيها ولا تبدل من واقع ألأمر شيئاً.
ونوه إلى تصريحات رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان التي "تؤكد بما يقطع الشك باليقين بأن اختراقاً أمنياً ما لدائرة الشهيد المبحوح حصل قبل وصوله دبي".
وقال: "كلنا نعلم بأن رحلة المبحوح من دمشق لدبي لم تستغرق إلا ساعات محدودة، وهذا يعني أن الذين سربوا المعلومة كانوا في دمشق أصلاً حيث علموا جهة المبحوح النهائية".
واستعرض "تناقض روايات قيادات حماس حول القضية، وإقرار الناطق باسمها أيمن طه بالتسرع في اتهام السلطة الفلسطينية في قضية الاغتيال في برنامج صباح الخير يا عرب على فضائية mbc يكشف بوضوح عن صراعات بين مركزي قوة في قيادة حماس".
وتطرق إلى أن ذلك التناقض يندرج تحته "توزيع الاتهامات يميناً وشمالاً في محاولة يائسة لتضليل التحقيق وإبعاد الشبهة عن مجموعة قيادة حماس بدمشق باعتبارها الدائرة الضيقة اللصيقة العليمة بتحركات الشهيد المغدور".
واستذكر "إعلان حركة حماس وفاة الشهيد المبحوح بنوبة قلبية ثم اضطرارها إلى إعلان استشهاده إثر عملية اغتيال ينسف مصداقية قيادات حماس، ويثير الشكوك حول نواياها الغامضة في التعامل مع هذه القضية".
وأوضح أن "وعود حماس بإعلان نتائج التحقيق في اغتيال عز الدين الشيخ خليل في دمشق ومحاولة اغتيال أسامة حمدان في بيروت، ومن قبل اغتيال عماد عقل ذهبت أدراج الرياح، فيما الجمهور الفلسطيني ينتظر حتى هذه الساعة إعلان حماس عن نتائج التحقيق".
وأكد أبو عيطة أن حركة فتح تعتبر أن الاحتلال هو المسئول الأول وصاحب المصلحة الأولى والأخيرة في تصفية المبحوح.
وقال إن "رفض حماس الإقرار بالاختراقات الأمنية التي تثبت الاغتيالات أنها وصلت المستوى القيادي وأصحاب القرار فيها يعني الإصرار والعناد على إبقاء البوابات الخلفية لتسهيل مهمة نفاذ أجهزة المخابرات العالمية إلى مركز دماغ عمل القوى الفلسطينية".
وأضاف أن السلطة الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية هي الجهة الوحيدة التي يحق لها متابعة ملف التحقيق مع دولة الإمارات باعتبار الشهيد المبحوح مواطناً فلسطينياً، فالحركة ترفض بشكل قاطع أية معلومات لا تصدر عن جهة التحقيق وعن السلطات المختصة في السلطة.
ودعا قيادة حماس إلى "الترفع عن قصف حركة فتح والسلطة الفلسطينية بقذائف اتهاماتها الباطلة والكف عن التشويش على مسار التحقيقات في هذه القضية".
وقال إن "الاهتمام المحوري هو في مواجهة الاختراقات والإسقاطات الأمنية وندرك أن الاحتلال يسعى لتسجيل نقاط متقدمة في جولات الاختراق الأمني لأشخاص ضعاف النفوس".
وأضاف "أدبياتنا الأخلاقية والوطنية لا تجيز لنا اتهام فصيل أو قوى فلسطينية بعملية الاغتيال لأن من شأن ذلك استجلاب التهمة لجزء أصيل من شعبنا وهذا يتنافى تماما مع مبادئنا الوطنية".
نزال: دحلان متورط في اغتيال المبحوح
في حين كشف القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمد نزال أن الفلسطينيين المتورطين في عملية اغتيال القيادي في الحركة محمود المبحوح هما أحمد حسنين وأنور شحيبر، وأنهما كانا يعملان في مؤسسة عقارية تابعة لعضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في دبي.
وقال نزال للجزيرة نت إنه تم التعرف على هوية الفلسطينيين اللذين شاركا مع المجموعة التي نفذت الاغتيال والمكونة من 11 عميلا، ويتبعان لجهاز الموساد وهما أحمد حسنين وهو عضو سابق في المخابرات الفلسطينية، وأنور شحيبر وهو ضابط سابق في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني.
وتابع أن حسنين وشحيبر كانا يعملان ضمن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، وأنهما هربا من هناك بعد "الحسم العسكري" الذي نفذته حركة حماس عام 2006 وسيطرت بموجبه على القطاع.
وحسب نزال فإنه تبين لحركة حماس أن الاثنين "يعملان موظفين في مؤسسة عقارية تابعة للعقيد محمد دحلان".
وبين أنهما "كانا جزءا من الخلية التابعة لجهاز الموساد التي نفذت الاغتيال والتقيا قائد الخلية التي أعلن قائد شرطة دبي الكشف عنها".
وكان الناطق باسم الحكومة الأردنية نبيل الشريف قال الاثنين الماضي إن الأردن سلم السلطات الأمنية في دبي فلسطينيين حضرا لعمان من دبي في إطار التحقيق في اغتيال محمود المبحوح.
وعبر نزال عن أسفه لما وصفه "محاولات محمد دحلان التدخل لدى السلطات في دبي للإفراج عن عميلي الموساد الإسرائيلي" وزاد "السلطات الرسمية في دبي والإمارات رفضت هذه الوساطات".
ونبه القيادي في حماس إلى ضرورة التأكيد على أن الحركة تعتبر أن المتهم الأول والرئيس في عملية اغتيال الشهيد محمود المبحوح هو جهاز الموساد، وبين أن الجهاز الإسرائيلي "هو صاحب القرار والترتيبات وهو وحده من يتحمل المسؤولية أمامنا ولا نوجه اتهامنا لأي طرف آخر".
وأشاد بـ"الدور الكبير" الذي قامت به السلطات الأمنية في إمارة دبي وطالبها بالاستمرار في خط ملاحقة "الإرهابيين الذين نفذوا الاغتيال" مشيرا إلى محاولات دولية للتأثير والضغط على حكومة دبي "التي تتمسك برفض هذه الضغوط وتصر على أن يأخذ القانون مجراه وهو ما نثمنه في حركة حماس".
وقال نزال في هذا الصدد "نطالب السلطات الأمنية في دبي كما كانت شفافة وواضحة في الإعلان عن هوية الإرهابيين الأحد عشر بالإعلان عن هوية الفلسطينيين وعلاقتهما بالعملية ومدى ارتباطهما بأي فلسطيني آخر".
وردا على سؤال حول مصدر المعلومات الذي استندت عليه حماس في تحديد هوية الفلسطينيين المعتقلين لدى أجهزة الأمن في دبي قال نزال "حركة حماس تمكنت عبر مصادرها واتصالاتها ومعلوماتها من تحديد هويتهما".
كما نفى نزال أن تكون هناك أي أزمة بين حماس وبين السلطات في دبي على خلفية رفض الأخيرة مشاركة الحركة في التحقيق في اغتيال المبحوح.
وأضاف في هذا السياق "نحن نعرف أن لدولة الإمارات العربية المتحدة أجهزتها الأمنية وهي المعنية بالتحقيق والخروج بالنتائج الدقيقة، وكل ما كنا نطالب به هو التنسيق وتبادل المعلومات التي نعتقد أننا نملك الكثير منها".
واعتبر أن علاقات الحركة بدولة الإمارات "متميزة ولن تشكل المشاركة أو عدم المشاركة بالتحقيق أي شوائب في هذه العلاقة".
ونفى نزال الأنباء التي تناولتها وسائل إعلام عربية وأجنبية حول اعتقال السلطات السورية للقيادي في الحركة "نهرو مسعود" في إطار التحقيق في اغتيال المبحوح.
وأكد للجزيرة نت أن مسعود "لم يعتقل وليس له أي علاقة، ومن قام بتسريب اسمه يهدف لتضليل التحقيق والتغطية على تورط الفلسطينيين المعتقلين لدى سلطات إمارة دبي".
واعتبر نزال أن هناك محاولات لبث معلومات لتضليل التحقيق وإظهار أن الموساد حقق إنجازا عظيما.
ونفى أي صلة بين اغتيال المبحوح وحادث الحافلة في منطقة السيدة زينب الذي قالت السلطات السورية إنه لم يكن حادثا جنائيا، كما تساءل عن الرابط بين اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية واغتيال المبحوح.
وقال إن جهاز الموساد "يحاول من وراء كل هذه المعلومات أن يظهر بمظهر جهاز المخابرات الذي لا يقهر، بينما يتكشف الآن من خلال الضجة الكبيرة في الأوساط الصهيونية والعالم مدى الأزمات التي خلفتها عملياته وآخرها اغتيال المبحوح".
وبين نزال أن التحقيق الذي تجريه حركة حماس حاليا "هو تحقيق داخلي وليس مطلوبا من الحركة أن تعلن نتائجه التي ستقدم للقيادة فقط".