ضمن التناقل الإعلامي المتواصل والكثيف مؤخرا، في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية بوجه خاص، لإمكانية شن هجوم "إسرائيلي" على المنشآت النووية الإيرانية، نشر موقع شبكة "أن بي سي" الأمريكية تصورا للهجوم "الإسرائيلي" استنادا إلى مصادر "إسرائيلية" وأمريكية.
وبحسب التقرير فإن مصادر رسمية توافق على الادعاء أن هناك احتمالا بنسبة 50% لوقوع مثل هذا الهجوم، وربما تكون الاحتمالات أعلى من ذلك، وأشارت بعض التقديرات إلى نسبة 70%. ومن جهة التوقيت فإن الاحتمالات تشير إلى أن ذلك سيكون في الربيع أو الصيف.
ويأتي هذا التقرير بعد يوم واحد من قيام "واشنطن بوست" بنشر تصريح لوزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا مفاده أن هناك احتمالات عالية تشير إلى إمكانية قيام إسرائيل بشن هجوم على إيران في نيسان/ أبريل أو أيار أو حزيران من العام الحالي.
وأشار تقرير "أن بي سي" إلى الوسائل القتالية التي يمكن أن تستخدمها إسرائيل في العملية الهجومية، بضمنها الطائرات القتالية وصواريخ "أريحا". وأضاف التقرير أن صواريخ "أريحا 1" ذات مدى قصير ولا يمكن أن تضرب الأهداف الإيرانية، في حين أن صاروخ "أريحا 2" بإمكانه قصف أهداف على بعد 1,500 كيلومتر، ويحمل رأسا متفجرا ولكن ليس نوويا.
وردا على سؤال بشأن مدى دقة الصاورخ وشدة التفجير، قال مصدر رسمي إن الجميع سيفاجأون بمستوى الدقة، وأن المواد المتفجرة التي يحملها هي خليط من مواد متفجرة كيماوية بإمكانها اختراق التحصينات الإيرانية.
وبحسب التقرير فإن استخدام الصواريخ سيتم في حال شن هجوم تشارك فيها طائرات قتالية، من المرجح أنها "أف 15 آي"، إضافة إلى طائرات بدون طيار. ونقلت "أن بي سي" عن مصدر رسمي قوله إن الطائرات ستحلق على ارتفاعات متغيرة، بداية تكون عالية لتوفير أقصى ما يمكن من الوقود، وبعد ذلك ستحلق بشكل منخفض لتجنب التقاطها بمحطات الرادار، وبعد ذلك ترتفع عاليا تمهيدا لعملية القصف. ونقلت عن مصادر رسمية، من المرجح أنها أمريكية، قولها إن إسرائيل ستكون على استعداد لخسارة طائرات إذا اقتضت الضرورة.
ونقل عن أحد المصادر الرسمية قوله إن إسرائيل لا تخطط لاستخدام صواريخ تطلق من غواصات، كما لن تقوم باستخدام قوات برية بـ"طريقة تقليدية". وقالت مصادر أخرى إن إسرائيل ستستخدم قوات خاصة (كوماندو) تابعة للجيش أو الموساد أو الاثنين معا، تعمل على الأرض بالقرب من الأهداف.
ونقل التقرير عن مصادر أمريكية تقديراتها أن السعودية والإمارات سوف تدعمان الهجوم الإسرائيلي. وبحسب المصادر فإن الدولتين العربييتين تفضلان أن يكون الهجوم أمريكيا، ولكن نظرا لأنهما تريدان وضع حد للبرنامج النووي الإيراني، فإنهما تشاركان إسرائيل في المعلومات، وفي حال قررت إسرائيل تنفيذ الهجوم فمن الجائز الافتراض أن الطائرات الإسرائيلية ستحلق فوق السعودية، وربما سيسمح لها بالتزود بالوقود في أجوائها.
وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل لن تحاول تدمير كل مفاعل نووي في إيران، وإنما ستتركز في عدة مفاعلات تعتبر مصيرية في تأجيل المشروع النووي، وإعادته سنتين أو أربع سنوات إلى الوراء، وأنها ستكون على استعداد لشن هجوم مماثل ثانية بعد سنتين أو أربع سنوات في حال أعيد ترميم المشروع.
ولم تستبعد بعض المصادر الرسمية أن تقوم إسرائيل بشن الهجوم في أوج الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية، باعتقاد أن كلا المرشحين في الحزبين سوف يتنافسان على إبداء أكبر دعم ممكن لإسرائيل.