في جلسة خصصها لبحث التطورات الأخيرة في المنطقة ، وما يجري على الساحة الفلسطينية الداخلية، والقضايا الحركية ، ناقش المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ما طرحه جدول أعماله من البنود التي أشير إليها ، وتوقف ملياً أمام التطورات في الوطن المحتل . وإذ يرى المجلس أن ما سميت بالتهدئة على جبهة قطاع غزة كانت قد قبلتها أطرافها المتوافقة عليها، الفلسطينية والإقليمية والدولية والعدو، كل من منطلقه ووفق رؤيته، وفلسطينياً بدرجات تفاوتت بين الترحيب والتحفظ ، قد تم إبرامها، وكان مبررها الفلسطيني هو فتح المعابر وتخفيف معاناة أهلنا في القطاع المحاصر الذين يتعرضون لنوع من الإبادة اليومية، ومع قناعته بأنها لن تدوم ولن يطيل العدو أمدها، ونذر ذلك واضحة من الآن، فإنه يهيب بأطرافها الفلسطينية، وقد وافقوا عليها،الالتزام بها للهدف الذي وافقوا عليها من أجله ، وتكثيف العمل النضالي المقاوم في الضفة المحتلة، إذ تأتي العملية البطولية الاستشهادية التي نفذها البطل حسام دويات في شارع يافا في القدس المحتلة نموذجاً يحتذى في هذا المجال ، وفي تكثيف العمل المقاوم في الضفة ما يؤكد على وحدتها مع غزة، التي شابها ما شابها، لاسيما بعد الموافقة على استثناء الضفة من هذه التهدئة.
وفي هذا السياق فإن المجلس الثوري لحركة فتح يناشد الأشقاء في مصر فتح معبر رفح، الرئة الوحيدة التي يتنفس منها القطاع المحاصر ، وشريان الحياة الوحيد الذي يربطه بأمته، وإذ يرى في عدم فتحه، ما يرتقى لكونه مساهمة ضمنية من قبل الأمة في حصار شعبها الفلسطيني، الأمر الذي لا ينسجم مع دور مصر التاريخي المشهود وواجبها الراهن حيال الصراع على فلسطين، فإنه يعبر عن أمله باستجابة مصر رغم كافة الضغوط المعروفة لهذه المناشدة، هذه التي يشاركه فيها كل الشعب الفلسطيني وكافة كتلة الأمة .
وإذ يحرص المجلس الثوري ، على التعبير عن أسمى تحياته وجل اعتزازه للإخوة في حزب الله ، وإسداء تبريكاته وحار تهانيه للإنجاز التاريخي الرائع الذي تمثل في عملية تبادل الأسرى مع العدو وإطلاق سراح المعتقلين من أبطال المقاومة اللبنانية وعدد من أشقائهم الفلسطينيين والعرب، واستعادة رفات لشهداء لبنانيين وفلسطينيين، يؤكد شجبه وإدانته للاتفاقات المشينة التي تعقدها حكومة العراق المحتل مع المحتلين الأمريكيين، وفي مقدمتها مشروع الاتفاقية الأمنية التي تكرّس وتشرّع الاحتلال، والسماح بعودة شركاته قانونياً لوضع يدها على نفط العراق وتسهيل مهمة نهبه.
وإذ يحيي المقاومة العراقية البطلة، فهو يعبر عن يقينه بقرب انتصارها، حيث كافة تجليات الحركة الأميركية في المنطقة تنبئ بفشل المشروع الأميركي في بلادنا وجوارها الإسلامي ، وإن إدارة بوش الآفلة همها الآن هو تخفيف الخسائر ، أو الرحيل ولو مع بعض الإنجازات الزائفة.
ولا يفوت المجلس إدانة اللقاء الذي تم بين جلال طالباني رئيس عراق ما بعد الاحتلال ووزير الحرب الصهيوني إيهود باراك . الأمر الذي يؤشر على خطورة الاختراق لنسيج الأمة الذي سهله ويسهم فيه الأوسلويون منذ توقيع اتفاقية أوسلو الكارثية .
وحيث يدين المجلس التهديدات الصهيونية - الأميركية والغربية للجمهورية الإسلامية في إيران ، ويعبر عن تضامنه معها في مواجهة أي عدوان قادم عليها، يهيب بكافة قوى العالم الإسلامي الحية التصدي لمثل هذه المخططات العدوانية ضد العرب والمسلمين كافة ، والتي لا تستثني طرفاً من أطرافهم سواء كان يدعى ممانعاً أو معتدلاً.
إن المجلس الثوري لحركة فتح يرى أن لا سبيل لخروج العمل الوطني الفلسطيني من أزمته الراهنة، سوى في تنادي كافة أطراف الطيف الفلسطيني، وطناً وشتاتاً، إلى كلمة سواء لإعادة اللحمة للوحدة النضالية الوطنية الفلسطينية ، والتي لن تقوم إلا على المسارعة لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس ميثاقها الأصيل قبل أن يتم العبث في بنوده، وإعادة الاعتبار لها منظمة تحرير لا مساومة وتمرير.
المجد والخلود لشهداء شعبنا وأمتنا
الحرية لأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال
وثورة حتى النصر
المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني
فتح/ الانتفاضة
3/7/2008