في أيار الماضي أعلن الجنرال (احتياط) عاموس يادلين رئيس المخابرات العسكرية السابق في محاضرة في جامعة تل أبيب أنه يتوقع أن تنشب حرب في المنطقة في الخريف المقبل وتوافق مع رأيه هذا إلى حدٍ ما رئيس المخابرات العسكرية الراهن (أفيف كوخافي). وحين يجري الحديث والتوقعات عن أي حرب تكون إسرائيل فيها طرفاً لا أحد يشك في أن هدف أي حرب من هذا القبيل لن تكون إلا أطرافاً أو أحد أطراف دول الممانعة المعروفة وهي سورية وإيران والمقاومة اللبنانية والفلسطينية دون أدنى شك، وفي قلب هذه التوقعات يكشف الموقع الإلكتروني الأميركي هافينغتون بوست أمس أن روبرت باير أحد مسؤولي وكالة المخابرات المركزية «سي آي إي» سابقاً والمختص منذ 21 عاماً بالشرق الأوسط يتوقع أن تقوم إسرائيل بتوريط واشنطن بحرب شاملة عن طريق قيام إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران أو أحد أطراف قوى الممانعة الأخرى في أيلول المقبل وهو بداية الخريف الذي تحدث عنه يادلين.
وفي اتجاه يرتبط باحتمالات الحرب وما يمكن أن تواجهه إسرائيل في جبهتها الداخلية كتب العميد احتياط مائير إيرلان نائب رئيس المخابرات العسكرية سابقاً ومدير برنامج حماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحليلاً في نشرة مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في 13 تموز الجاري جاء فيه: إن الاستعدادات التي جرى تحسينها للجبهة الداخلية من خلال برنامج (نقطة التحول خمسة) 19 حزيران حتى 23 منه 2011 لم تكن كافية لتحقيق الأهداف المطلوبة.
ويقول إيرلان في تحليله: إن التمرينات والمناورات التي تجري منذ خمس سنوات على الجبهة الداخلية التي كان آخرها نقطة تحول للسنة الخامسة لمعالجة حالات الطوارئ الناجمة عن سقوط صواريخ على كامل الجبهة الداخلية الإسرائيلية لم تبرز نجاحاً في تحقيق قيادة مركزية داخلية لإدارة كل ما يرتبط بالطوارئ ومهامها أثناء تحول الجبهة الداخلية إلى جبهة حرب يتساقط فوقها صواريخ كثيرة.
ويرى إيرلان أن مؤسسات الإدارة والمجالس المحلية ومحطات الشرطة والإطفاء والمشافي لم تعتد حتى أثناء حرب تموز 2006 على التعامل مع حالة تتحول فيها مختلف المدن والمراكز المدنية داخل إسرائيل إلى أهداف تتعرض لصواريخ ونيران الأعداء واعترف أن تجاوب المدنيين مع هذه التمرينات والمهام المطلوب منهم تنفيذها كان (متوسطاً) نسبياً كما لم يكن الجمهور الإسرائيلي جيداً في التجاوب مع الدخول إلى الملاجئ الواقية وخصوصاً رغم التحسن القليل الذي ظهر من مجمل التمرينات في الجبهة الداخلية.. وفي النهاية يعترف إيرلان أن نسبة التحسن لم تكن تطابق بشكل كاف مواجهة الأخطار المتوقعة على الجبهة الداخلية وسيصعب في تقديره معرفة النتائج إلا عند مواجهة الجمهور لحرب الصواريخ المتوقعة.. وعلى المستوى السياسي الإسرائيلي يبدو من الواضح أن نتنياهو لا يرغب في هذه الظروف والتوقعات بتقديم أي تغيير على الوضع القائم في الضفة الغربية لأن السلطة الفلسطينية مشلولة على مستوى العملية السياسية من ناحية وعلى مستوى التأثير الإيجابي في الشعب الفلسطيني فهي لا ترغب أيضاً في استنهاض الشعب لانتفاضة جديدة ويعتبرها نتنياهو من جهة مؤهلة لمنع أي انتفاضة ثالثة محتملة إذا ما شنت إسرائيل حرباً على أي طرف من أطراف الممانعة بموجب التوقعات المذكورة في الخريف المقبل.