الأهرام المصرية: استغاثة وصرخات فياض وعباس كشفت المستور
الأهرام المصرية
كتب ـ أشرف العشري:
استغاثات وصرخات ألم وطلب نجدة وانقاذ قبل أن ينكشف المستور.. تلك التي أطلقها سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني في رام الله طيلة الأيام الماضية لم يعد يجأر بالشكوي والأنين بل قرر طرق جميع أبواب العواصم العربية طيلة الأسابيع الماضية ولكن لامجيب وأخيرا في اليومين الماضيين قرر رفع الصوت عاليا وأطلق صرخته الكبري التي يقال أنها هزت جدران الجامعة العربية وقصر العزيزية في ليبيا حيث يسكن ويقيم العقيد القذافي رئيس القمة العربية, يكتب إليهما رسائله بمداد الدم والدموع يناشدهم سرعة التدخل والانقاذ, خزينة السلطة الفلسطينية خاوية وجميع الوزارات تعاني القحط التام بعد سنوات طويلة من التقشف والندرة, سلام فياض في رسائله الأخيرة دموعه تسبق صرخاته نستجير بكم سرعة التدخل بقوة وحسم لدي جميع الدول العربية الأعضاء بالجامعة العربية لحثها علي سرعة الوفاء بالتزاماتها الشهرية والسنوية للسلطة الفلسطينية طبقا لقرار القمة العربية بالقاهرة عام2000 بدفع وتسديد دول الجامعة مبلغ55 مليون دولار سنويا للسلطة يقسم بالتساوي بين الدول العربية حسب حصة كل دولة وذلك لانقاذ ومساعدة السلطة الفلسطينية لتسيير حياة الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال.
وبالرغم من ضآلة المبلغ والذي لايذكر إلا أن العجز العربي عن السداد قد بلغ مداه, ويبدو أن الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء الفلسطيني برام الله فياض ليفيض تلك الرسائل والاستغاثات لم تكن خافية وبعيدة عن أذهان وعلم جميع أصحاب القرار العربي.
وتتلخص في أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي قد اضطرت منذ عدة أسابيع لإغلاق صنبور المساعدات المالية والمنح الشهرية لفترة من الوقت ضمن استراتيجية الضغط والوعيد علي السلطة الفلسطينية لإجبارها علي سرعة القبول باستئناف المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي.
ومع تأجيل صدور الموافقة والقرار الفلسطيني, تأخر كثيرا وصول دفعات المساعدات حتي وصل الحال هكذا, فرغت الخزينة الفلسطينية ولم يكن بد من اللجوء إلي أن الدول العربية لحثها علي تقديم النزر اليسير من رهط العائدات العرفية ومغانم البترول والغاز وحوافز العائد الاجمالي لدخل العالم العربي الذي بلغ حسب تقدير البنك الدولي الأخير وملخص التقرير الاقتصادي العربي الصادر في أبوظبي نحو2 تريليون دولار حتي الآن.
ويبدو أن دراما وقسوة المشهد الفلسطيني تأبي الا أن تكرر نفسها دون تغيير أو حذف فنفس السيناريو يتكرر حاليا مع رئيس السلطة الفلسطينية الذي كاد طيلة الأيام الماضية أن يقبل عتبات العواصم العربية ولم يتأخر في تكرار منظومة وآلية رئيس وزرائه حيث سارع بالاستغاثة والشكوي المرة للجامعة العربية وليبيا التي استضافت مدينتها سرت علي ضفاف جنوب المتوسط القمة العربية الأخيرة يذكرهم بعدم وصول دولار واحد من مبلغ الـ500 مليون دولار الذي اعتمدته تلك القمة لانقاذ صندوق القدس والأقصي, في الوقت الذي اعتمدت فيه حكومة تل أبيب مبلغ750 مليون دولار للاسراع بانتشار النمو الاستيطاني السرطاني في القدس وتهديد مجمل مناطق القدس الشرقية حيث خصم هذا المبلغ من ميزانية دولة الاحتلال ووضع في خزينة رئيس بلدية القدس لتنفيذ المخطط قبل نهاية عام2011 وهو نفس التاريخ الذي حددته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لإنهاء وحسم قضايا الوضع النهائي من المفاوضات المباشرة التي ستدشن في البيت الأبيض في الثاني من سبتمبر المقبل وان كان لدينا ثقة في أن الدول العربية ربما تفعلها بمناسبة شهر رمضان الكريم وتسدد حصصها للشعب والخزينة الفلسطينية, فهل حقا تفعلها بعض العواصم علي الفور خاصة البترولية أم أن الوقت مازال مبكرا وإسرائيل مازال أمامها بعض الوقت لالتهام وتهويد القدس وبالتالي العرب ليسوا في عجلة من أمرهم؟!