المستقبل العربي تحاور الأخ أبو موسى

المستقبل العربي تحاور الأخ أبو موسى:::::منتدى حركة فتــــــــح الانتفاضة

حوار صحيفة المستقبل العربي مع الأخ أبو موسى ( الجزء الثاني )
أبو موسى: أعرف قاتل سعد صايل.. خسرنا معركة القدس.. المدينة تهودت
ـ أحمد بن بللا.. الرئيس الجزائري الأسبق توسط لدى الرئيس بشار الأسد لإطلاق سراح أبو خالد العملة
ـ طلال ناجي رفض تعامل أبو صالح مع الفصائل كما كان يفعل أبو عمار.. انسحب وغيره من القادة احتجاجا
ـ جورج حاوي أقنع أبو صالح بتوجيه رسالة للقيادة السوفياتية يقول فيها إن حركتنا تسترشد بالفكر الماركسي فرفضنا
ـ عبد الحليم خدام حاول اقناع قدري ثاني أمين سر لحركتنا بأنه ليس حبة قمح وأن الدجاجة لن تأكله ففشل..!
ـ على من يمتلك الإمكانيات العسكرية والتنظمية والمالية أن يتحرك لجمع ما تبقى في الساحة الفلسطينية
——————————————————————————–
حاوره في دمشق: شاكر الجوهري
كما في القسم الأول، يواصل العقيد سعيد موسى، أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح/الإنتفاضة” التحدث في القسم الثاني والأخير من هذا الحوار، مصارحا الرأي العام بالحقائق، كما يراها، أو كما يعتقدها..
بدون أية رتوش يعلن القائد الذي فكر يوما بإصلاح مسار حركة “فتح” قبل أن تنزلق نهائيا باتجاه مربع التسوية السياسية، ومخاطره، أن الفلسطينيين خسروا معركة القدس.. لقد تهودت المدينة المقدسة..!
وفي إشارة إلى حركة “حماس”، يطالب “من يمتلك الإمكانيات العسكرية والتنظمية والمالية أن يتحرك لجمع ما تبقى في الساحة الفلسطينية”..!
ويكشف أبو موسى عن أن الرئيس الجزائرى الأسبق أحمد بن بللا هو الذي أقنع الرئيس السوري بشار الأسد بأن يأمر بإطلاق سراح أبو خالد العملة، نائبه السابق الذي تورط مع مجموعة “فتح/الإسلام” بزعامة شاكر العبسي.
وكما في القسم الأول، يواصل أبو موسى كشف المزيد من أسرار الماضي، من خلال مناقشة مسيرة الإنتفاضة على قيادة أبو عمار، ليعلن سرا خطيرا يعلن فيه أنه يعرف قاتل الشهيد سعد صايل، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”.. إنه العقيد اللبناني “القاق” أحد أعضاء حركة “فتح”..! ويقول إنه اعترض أمام الشهيد أبو جهاد الوزير على تشكيل لجنة التحقيق في مقتل صايل برئاسة نقيب، مبديا أن اللجنة كان يجب أن تشكل برئاسة أبو إياد أو أبو الهول..!
و”فضفض” أبو موسى لأول مرة عن أسباب اختلاف الإنتفاضة مع قائديها السابقين أبو صالح، وقدري.. قائلا إن أبو صالح أراد أن يتصرف كما كان يفعل أبو عمار.. يقرر منفردا، دون نقاش..! وقد أدى ذلك إلى انسحاب الدكتور طلال ناجي نائب الأمين العام للجبهة الشعبية/القيادة العامة، وآخرين من القادة الفلسطينيين من أحد الإجتماعات اعتراضا على مثل هذه التصرفات.
إلى ذلك، فإن جورج حاوي الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني أقنع أبو صالح، الذي خط رسالة موجهة للقيادة السوفياتية يعلن فيها أن حركتنا “تسترشد بالفكر الماركسي”، وهو ما تم رفضه من قيادة الحركة..!
أما قدري الذي خلف أبو صالح كأمين لسر الحركة، فقد رفض أن يقتنع من عبد الحليم خدام، النائب السابق للرئيس السوري بأنه ليس حبة قمح، وأن الدجاجة لن تأكله..!
هنا نص القسم الثاني والأخير من هذا الحوار:
• ما هو دوركم إذا..؟
ـ علينا أن نتحرك، وليس بالضرورة أن نسمي الإطار الذي تقرر تشكيله بالمرجعية الوطنية. قد نسميه جبهة وطنية، جبهة انقاذ.. أي إسم.. المهم أن يكون هناك إطار ملزم.
لا يجوز أن نواصل الدعوة للتظاهر كلما انشأت اسرائيل كنيساً في القدس. القدس تهودت، وقد خسرنا معركة القدس، ويجب أن نقر بهذا، ونقول ذلك للناس، كي يعرفوا ما الذي يجري.
لقد خسرنا المعركة جغرافياً.. لا أريد أن اقول أننا خسرناها بنسبة 100% .. لقد خسرناها بنسبة 75%. لم يتبق أي مساحة من الأرض.
لقد استولت اسرائيل على أكثر من مئة عقار في البلدة القديمة من القدس. وشمل الإستيطان الآن حارة النصارى، وحار الأرمن، وحارة السعدية..الخ.
إلى ذلك، فإنه من واجب من يمتلك الإمكانيات العسكرية والتنظمية والمالية، أن يتحرك لجمع ما تبقى، أو ما هو موجود على الساحة الفلسطينية. هنالك فصائل تعيش عيشة الضنك لعدم وجود الإمكانيات المادية التي يجب توفيرها لعناصرها لتغطي حاجة قوتها اليومي، وهنالك أناس آخرين لا حدود للمال الموجود لديهم.
سنة 1983 حدينا من عملية الإنهيار، والآن يجب أن نواصل المشوار.
في تموز/ يوليو 1982، بعث عرفات برسالة إلى فيليب حبيب، المبعوث الأميركي، حملها المرحوم الشهيد سعد صايل جاء فيها، كما اطلعني عليها قبل أن يسلمها للمبعوث الأميركي، أن منظمة التحرير الفلسطينية قررت الخروج من لبنان، مع أننا كنا محاصرين فقط في بيروت، فيما كانت قواتنا غير محاصرة في بقية انحاء لبنان.
هنا أريد أن اكشف لم قتل المرحوم سعد صايل في البقاع، ومن الذي قتله، ومن الذي حقق في مقتله..؟
قاتل الشهيد سعد صايل
• تفضل رجاء وبالتفصيل..؟
ـ كلفوا ضابطا برتبة مقدم اسمه محمد أبو اسلام بالتحقيق في الحادث، وترأس لجنة التحقيق، وكان يعمل في حينها في الإستخبارات العسكرية بآمرة أبو الزعيم، في حين أن من كان يجب التحقيق معهم هم أبو هاجم، شقيق أبو الزعيم، وأبو المعتصم، وأبو خالد ياسين..
هؤلاء الذين كان يتوجب التحقيق معهم في حادث مقتل سعد صايل، لا أن تسند مهمة التحقيق إلى ضابط يعمل بآمرة شقيق أحد المتهمين..!
بعد عشرين يوماً من مقتل المرحوم سعد صايل، مررت على محمد راتب غنيم في مكتبه بدمشق، ودخل علينا اخونا أبو جهاد رحمه الله.
حاولت الخروج، خشية أن يكون هناك حديث خاص بينهما، لكن أبو جهاد سألني “وين صار التحقيق؟”.
نظرت إليه وقلت له “أبو جهاد.. قسماً بالله، كقيادة لا توجد لديكم زمالة، ولا تحترموا بعضكم البعض.. ألا يستحق أبو الوليد أن يكون أبو اياد أو أبو الهول رئيساً للجنة التحقيق في مقتله..؟!
تأتون بضابط صغير وتكلفوه بهذه المهمة..؟!
هل يستطيع أن يسأل..؟!
نظامياً الضابط لا يستطيع أن يسأل من هو أعلى منه رتبة عسكرية.
إنه لا يستطيع أن يسأل العقيد أبو هاجم، ولا العقيد أبو خالد ياسين.
• ماذا كان القصد من تشكيل لجنة بهذا المستوى..؟
هل كان القصد تمييع التحقيق..؟
ـ ليس تمييعه، وإنما اخفاء المعلومة.
• أنت من تتهم بإغتيال الشهيد سعد صايل..؟
ـ أنا أعرف من الذي قتله.
• من الذي قتله..؟
ـ العقيد … القاق، وهو لبناني من قرية تقع بجوار مطار الرياق العسكري في البقاع، وكان عدد منفذي الجريمة قرابة الثلاثين عنصراً. القاق، كان عضواً في “فتح”، وقد اختفى منذ ذلك اليوم ولم يظهر حتى الآن.
الشهيد كان توجه من بعلبك إلى سوريا دون أن يكون معه أحد غير سائقه. أبو هاجم اولم له غداء يوم مقتله، ودعاه إلى مائدة الطعام بعد العصر، حيث تحرك من عند أبو هاجم إلى الحدود السورية، دون أن يحرك معه حراسات للحدود.
سائق الشهيد ابلغني أن ثلاثين شخصاً كانوا يقفون بجانب الشارع باشروا بإطلاق النار على السيارة فور ظهورها امامهم، لكن طلقة واحدة فقط صابت الشهيد في فخده..
أبرئ السوريين
• وظل ينزف حتى مات..
ـ “ما معرفوش يربطوها”، لوقف نزيف الدم.
وكان الحادث يوم عيد..مروا على أكثر من موقع للجيش السوري، فلم يجدوا أحداً..
ظلت السيارة تسير حتى وصلت مشفى حكومي في منطقة المزة بدمشق، وكان المرحوم حينها قد فقد دمه.
لو أن الطلقة جاءت في مكان أسفل المكان الذي اصابته في أعلى الفخد، لتمكن الشهيد نفسه من ربط فخده من أعلى مكان الطلقة، وأوقف نزف الدم. لكن الطلقة اصابته في نقطة التقاء الفخد بالجذع، وكان محالاً ربط أي مكان أعلى الإصابة، خاصة وأنها اخترقت شريان دم، ما أدى إلى حدوث نزف شديد.
• قيادة “فتح” سربت يومها أن السوريين هم الذين قتلوا الشهيد سعد صايل، وأنهم تركوه ينزف حتى مات، ومنعوا عنه العلاج..؟
ـ هذا غير صحيح.
• قلت أن الإنتفاضة داخل “فتح” لم يكن مخططاً لها أن ينبثق عنها تنظيم آخر.
ـ نعم.
أبو صالح عرفات آخر
• لكن هذا التنظيم انبثق. ثم تغير أمين سر اللجنة المركزية مرتين إلى أن استقرت الأمور بتوليك الموقع الأول.. المرحوم أبو صالح، ثم قدري، ثم أنت.. ثم أنت تختلف مع أبو خالد العملة..
لنبدأ بالإستفسار: لم كان الخلاف مع أبو صالح، وأنتم تشيدون بالرجل حتى الآن..؟
ـ أبو صالح لا يزال في موقع الإحترام، بغض النظر عما حدث.. كل المشكلة مع أبو صالح أنه، بعد الإنتفاضة مباشرة، وحين أصبح لا امكانية للتلاقي مع أبو عمار، وأصبح هناك شبه تنظيم، بدأ يتعامل مع الأمناء العامين للتنظيمات باعتباره أبو عمار الجديد.
في هذه الغرفة التي نجلس فيها الآن، كان أبو صالح يجلس خلف هذا المكتب، وكان موجوداً الدكتور طلال ناجي نائب الأمين العام للجبهة الشعبية/ القيادة العامة، الدكتور سمير غوشة أمين عام جبهة النضال الشعبي في حينه، عصام القاضي أمين عام منظمة الصاعقة، أخذ يتحدث بلغة فوقية، “أنا اللي بعمل.. أنا اللي بساوي”، مع الدق بيده على طرف البوت الطويل الذي كان يلبسه.
رد عليه يومها الدكتور طلال ناجي قائلاً: اسمع يا أبو صالح.. نحن لم نقبل حتى عرفات أن يتعامل معنا بهذه الطريقة. أنت حليف وتريد أن تسوي فينا هيك..؟!
وانسحب الحضور جراء هذا التصرف.
• هل كان يهددهم..؟
ـ لم أعد أذكر.. كانت لديه فكرة طرحها عليهم كحلفاء ويريد أن يمررها، وكان يدور حولها نقاش، ولم يكن هناك تجاوب مع فكرته.
المسألة الثانية تتعلق بالحزب الشيوعي اللبناني، حيث التف عليه جورج حاوي أمين عام الحزب في حينه، الذي ظل يتردد عليه حتى اقنعه بأن يكتب رسالة موجهة إلى القيادة السوفياتية، على أن يتم توصيلها بواسطة قيادة الحزب الشيوعي اللبناني.
• ما مضمون الرسالة..؟
ـ ما معناه أننا نسترشد بالفكر الماركسي ـ اللينيني في نضالنا.
• كيف ذلك..؟
ـ نحن لسنا تنظيماً ماركسياً. نحن من خلفيات فكرية وسياسية متعددة.
نحن التحق بنا في حينه أكثر من عشرين ألف مقاتل.. كل المقاتلين المتواجدين في لبنان كانوا معنا في البداية.
• هؤلاء لم يبقوا معكم..؟
ـ هنالك من راجع نفسه وذهب إلى تونس، أو من دخل إلى الأراضي الفلسطينية بعد اوسلو، وهنالك من تراجع.
ومع ذلك، أبو صالح لم يقل له أحد اجلس في بيتك.. هو الذي فعل ذلك من تلقاء نفسه، دون أن يتعرض لأي ضغط.
جلس في داره وقال إما أن تفعلوا ما أريده، أو ها أنذا جالس في داري.
وذهبنا إلى منزله عدة مرات نترجاه أن يعود إلى ممارسمة مهام موقعه، لكنه رفض. اراد أن يكون هو وحده صاحب القرار دون أي اطار تنظيمي. فرددنا عليه أن هذا لم يكن حتى في الإطار الأول لحركة “فتح”، قبل الإنتفاضة، إذ كنا نتشاور في قضايا كثيرة. ونحن الآن في اطار واحد، هل يعقل أنك لا تريد أن تسمع لنا..؟!
أراد أن يتصرف باعتباره فوق كل التنظيم، وكذلك فوق كل التنظيمات الأخرى.
يومها كانت قد تشكلت جبهة انقاذ برئاسة المرحوم خالد الفاهوم، وذلك منا ومن الشعبية/ القيادة العامة، والصاعقة، والجبهة الشعبية، وقد وقف أبو صالح ضد تشكيل هذه الجبهة لأنها ستكون برئاسة خالد الفاهوم.
وقد وجه يومها رسالة إلى خالد الفاهوم يطلب منه عدم تشكيل جبهة الإنقاذ. وضغط علينا كي لا نذهب إلى الإجتماعات المتعلقة بهذه الجبهة.
فعل ذلك وهو جالس في داره، معلناً أنه لا يجوز أن تعمل “فتح” تحت قيادة غيرها. نحن يجب أن نكون القيادة..!
قدري حبة قمح
• وماذا عن قدري..؟
ـ حين رفض أبو صالح العودة، قلنا لأخينا قدري تفضل تولى الموقع خلفاً لأبي صالح..
قدري لم يصدق أنه يستطيع أن يقودنا. وكان كل يوم يفتعل لنا مشكلة.
• من أي نوع..؟
ـ كان يمسك واحد ويترك آخر وهو يشتكي للكل على الكل دون وجود شيىء.
إلى ذلك، “ضحك عليه” أبو نضال البنا، حيث طرح عليه أن نوحد التنظيمين معاً..!
قلنا له: “وين بدك تاخذنا..؟ إلى أبو نضال!”.. مرحلة “قتل من على جنب الطريق”..
ثم إن أبو نضال يريد أن يتوحد معنا شريطة أن لا تكون لنا اطلالة على تنظيمه.
• ما هذا التوحد..؟ وهل وافق قدري على ذلك..؟
ـ نعم.. أبو نضال قال له أنت اميننا العام.. ثم فوجئنا به يقعد هو الآخر في داره.
• لماذا ..؟
ـ بالعربي.. “مش عارف يقود”. ضعيف.. ضعيف في داخله.
ثم قال لنا إنه لا يريد أن يكون اميناً للسر.. سألنا ما الذي تريده، قال أنا كنت في عمان قائد الميليشيا، وكان تعدادها اربعين ألف مقال.
رددنا عليه إذا أنت مسؤول قوات العاصفة في الحركة، لكنه رفض، وقال و”هل يرد العسكر علي..؟”.
عرضنا عليه التعبئة والتنظيم، وافق في اليوم الأول، وفي اليوم التالي جاء ليقول لنا هذا تنظيمكم وهو قديم وأيضاً ولاءه لكم.
وصل موضوع الخلاف إلى عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق، فطلبنا جميعاً. كنا ستة.
• من هم..؟
ـ أنا، أبو خالد العملة، أبو مجدي، أبو علي مهدي بسيسو، حسن أبو شنار، أبو حازم الصغير، أراد خدام أن يصلحنا، بأن يقنع قدري بالبقاء اميناً للسر.
يومها روى خدام لقدري نكتة تقول أن رجلاً ظن في نفسه أنه حبة قمح، فأصبح كلما رأى دجاجة يفر من امامها. وحين شرح له أحد الناس أنه ليس حبة قمح، وأن الدجاجة لن تأكله، قال أنا مقتنع بذلك، ولكن عليك أن تقنع الدجاجة..!
وتابع خدام مخاطباً قدري: أنت يجب أن تقتنع أنك واحد من هؤلاء الإخوة.
• هل اقتنع..؟
ـ ذهب وقعد في داره.
الخلاف مع العملة
• وما هي قصة الخلاف مع أبو خالد العملة..؟
ـ كان يوجد ضابط طيار اسمه شاكر العبسي تدرب في ليبيا مبكراً، حيث ارسلنا ضباط للتدرب على الطيران منذ 1972، وأصبح قائد طائرة ميغ 23. وقد ظل العبسي يعمل في سلاح الجو الليبي منذ 1974، ضمن 10 ـ 12 طيار فتحاوي.
سنة 1983، حين حدثت الإنتفاضة، كان شاكر العبسي لا يزال في الجيش الليبي، وظل هناك حتى سنة 1986، لكنه حدد موقفه مع الإنتفاضة.
سنة 1986 تم تسريح العبسي وغيره من الجيش الليبي، بعد أن أصبح لديهم طيارين ليبيين، فجاء إلى سوريا، وفوراً بادر أبو خالد العملة للقول إنه يريد أن يشغله معه في القطاع الغربي (الداخل).
اكتشفنا لاحقاً أنه لا يوجد قطاع غربي ولا شرقي
سنة 2005 تم اغتيال فولي، الدبلوماسي الأميركي في عمان. وقد فوجئنا بالصحف الأردنية تنشر جانباً من التحقيقات في هذه القضية، وتورد اسم شاكر العبسي ضمن خلية متورطة في هذا الحادث.
مباشرة، حضر الأمن السوري وألقوا القبض عليه ليلا، دون أن يسألوننا، أو يتصلوا بنا. وقد ظل عندهم حوالي ثلاث سنوات.
وفجأة اطلق سراحه، دون أن نوضع في صورة أية تفاصيل.
يوم أطلق سراحه، قلت في اجتماع إن هذا الضابط اصبحت عليه شبهة، والأفضل أن نجمده شكلاً ونواصل صرف راتبه، إلى أن نتبين الأمور، خاصة وأن تهمته كانت العمل مع أبو مصعب الزرقاوي.
العبسي أنكر لنا كل ما نشر بشأنه.
بداية 2006، أحضر أبو خالد العملة العبسي وستة آخرين، وزودهم بهويات باسم الحركة، دون أن تسجل في كشوفاتنا، وارسلهم إلى وادي المدفعية في منطقة حلوة، بلبنان، حيث توجد لنا قوات هناك.
الستة صاروا عشرة، والعشرة صاروا خمسة عشرة، وفي شهر حزيران/ يونيو أصبحوا ستين شخصاً، دون أن يكون أياً منهم مسجلاً في قوائمنا. ومن كان يسأل عنهم من مقاتلينا، كان يقال له هؤلاء قادمون من الداخل من أجل تدريبهم للعمل في الداخل..!
ولم يكن هؤلاء يتلقون رواتب من عندنا، ولا تمويناً. كان لهم طاقمهم الإداري الخاص بهم، وكان طعامهم مميزاً.. “كله لحوم”..!
فور أن وصلتنا المعلومات بشأن هذه المجموعة في حزيران/ يونيو، عقدنا اجتماعاً للقيادة، وسألنا أبو خالد: من هم هؤلاء..؟ من أين جئت بهم..؟
أجاب هؤلاء ناس مناضلين، يريدون أن يقاتلوا..
يقاتلوا مين..؟ ومن هم..؟
أجاب شاكر العبسي يعرفهم.
قلنا له إذن صحيح أن شاكر على علاقة بالزرقاوي..!
كان ذلك في نهاية حزيران/ يونيو 2006، قبيل بدء العدوان الإسرائيلي الواسع على جنوب لبنان في الشهر التالي.
قلنا لأبو خالد العملة.. الوقت الآن ليلاً، وقبل شروق شمس الغد، يجب أن يكون هؤلاء غادروا مواقعنا، ومن يبقى منهم ضمن قواتنا، سنذهب نحن كقيادة ونطلق عليهم النار، ونطردهم.
بالفعل، طلع النهار وهم قد غادروا المكان خلسة، لنكتشف لاحقاً أنهم اصبحوا في بيروت بسلاحهم الذي حصلوا عليه منا.
ولنكتشف أن هناك تنسيق بين هذه المجموعة وبهية الحريري، وأنها هي التي كانت تمولهم بواقع مئتي ألف دولار شهرياً، من أجل مواجهة حزب الله.
بن بللا اطلق سراح العملة
• لم أقدم أبو خالد على فعل هذا..؟
ـ شيىء عجيب غريب.
• هل بهدف الحصول على اموال لشخصه من آل الحريري..؟
ـ المفترض أن هؤلاء لا يلتقوا مع فكر أبو خالد
وأعتقد أنه فعل ذلك لأسباب تتعلق بالقرار المادي.
• يريد مصاري..؟
ـ معلوم مصاري.. معلوم مصاري..
والآن تبين أنه يملك مئات الآلوف من الدولارات. وجدنا لديه حوالي 12 شقة في دمشق.
• هل راجعكم حزب الله بهذا الأمر ..؟
ـ بعد أن اتخذنا قرارنا. اخبروننا أنه كانت لديهم بعض المعلومات، فسألناهم ولم لم تخبرونا..؟
ردوا بأنهم لم يرغبوا بالتدخل في شؤوننا الداخلية.
• ما نتائج التحقيق مع أبو خالد لدى السوريين..؟
ـ لم يخبرونا.
• هل رأيتموه بعد اطلاق سراحه..؟
ـ أبداً. وحين كان لدى السوريين، جمعنا المجلس الثوري، واتخذنا قراراً بدون اجماع، بفصله من الحركة.
وأبلغنا الإخوة السوريين أنه لم تعد للعملة علاقة بنا.
• كيف أطلق السوريين سراحه..؟
ـ معلوماتنا تقول أن الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بللا توسط له لدى الرئيس الأسد.
• ما هي علاقته بـ بن بللا..؟
ـ كان أبو خالد يمثلنا في الملتقى الثوري الذي يعقد في ليبيا برآسه بن بللا

نفتخر وفي قلبنا تسكن فلسطين وحركة فتح والأخ أبو موسى

نفتخر وفي قلبنا تسكن فلسطين وحركة فتح والأخ أبو موسى