رام الله
اكدت مصادر فلسطينية بأن الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام صعدوا من خطواتهم الاحتجاجية حيث امتنع عدد منهم عن تناول الماء الاربعاء مما يعني انهيار اوضاعهم الصحية بشكل خطير.
وحسب المصادر فان الذين امتنعوا عن تناول الماء اطلق عليهم اسم 'شهداء الحركة الاسيرة' الذين قرروا التضحية بحياتهم من اجل الضغط على سلطات الاحتلال الاسرائيلي للاستجابة لمطالب الاسرى الذين يواصلون اضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الـ 23 على التوالي في حين يواصل 9 معتقلين اداريين اضرابهم المفتوح عن الطعام منذ اكثر من 70 يوما حيث باتوا في مرحلة الخطر الشديد.
وفيما يواصل اكثر من الفي اسير اضرابهم المفتوح عن الطعام اكد الاسير حسام خضر في رسالة سربت من سجون الاحتلال الاسرائيلي الاربعاء بأن الأسرى دخلوا مرحلة خطيرة بالإضراب 'وهناك أكثر من عشر حالات دخلت مرحلة الخطر الحقيقي التي تهدد حياتها'.
وطالب خضر الجاليات الفلسطينية في العالم بضرورة التظاهر أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية للضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالب الأسرى ووقف سياسة الاعتقال الإداري الجائرة والمخالفة لابسط حقوق الإنسان.
ومن جهته نفى نادي الأسير استشهاد الأسير أنس القدومي من قلقيلية' والبالغ من العمر 26 عاما حيث أوضح محامي نادي الأسير فواز شلودي والذي يقوم عادة بزيارة الأسرى في سجن جلبوع بأنه وخلال اتصاله مع إدارة السجن أكدت له بأن الأسير في السجن ولا صحة لهذه المعلومات .
وأكدت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان، أن جميع الأنباء التي أوردتها بعض وسائل الإعلام والتي تحدثت عن استشهاد الأسير أنس القدومي غير صحيحة.
وذكر الباحث في مؤسسة التضامن أحمد البيتاوي أن الأسير القدومي (26 عاما) من مدينة قلقيلية، تعرض بالفعل لتوقف مفاجئ في القلب مساء الثلاثاء، ما اضطر عيادة سجن جلبوع لإعطائه صعقة كهربائية لإعادة عمل القلب، ثم نقل على عجل إلى إحدى المستشفيات الإسرائيلية غير المعروفة حتى اللحظة.
وأشار البيتاوي إلى أنه وبعد تواصل الأسرى مع إدارة السجن لاستيضاح الأمر، قالت الإدارة إن وضعه الصحي مستقر، دون التمكن من التأكد من ذلك من جهة طبية محايدة.
يواصل الأسرى الفلسطينيون إضرابهم المفتوح عن الطعام للمطالبة بحقوقهم الإنسانية العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها إنهاء سياسة العزل الانفرادي والسماح بزيارات ذوي أسرى قطاع غزة.
ومن ناحيته قال المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى إن الأسرى بدأوا الأربعاء خطوات تصعيدية بالامتناع عن الفيتامينات حيث سيتم إرجاعها من قبل الأسرى، في إطار مواصلة معركة الإضراب المفتوح عن الطعام والاستمرار في معركة الأمعاء الخاوية.
وأكد المركز الفلسطيني أن وضع الأسرى المعزولين المضربين عن الطعام سيىء جدا وبالأخص الأسير القائد جمال أبو الهيجا والأسير محمد عرمان.
وكشفت وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن بعض الاسرى المرضى انضموا للاضراب عن الطعام ، مشيرة الى ان الأسير المصري محمد السيد مضرب عن الطعام منذ 12/4/2012 ويقبع في مستشفى سجن الرملة مع بقية الأسرى المضربين والذين تدهورت أوضاعهم الصحية بسبب الإضراب.
وقد طالب الأسير المصري من السفير المصري زيارته في المستشفى والاطلاع على وضعه الصحي في ظل عدم وجود أي اتصال بينه وبين أهله القابعين في مصر.
والأسير محمد السيد معتقل منذ عام 2004 ويقضي حكما بالسجن 14 عاما، وهو واحد من 19 أسيرا مصريا يقبعون في السجون.
وقال تقرير الوزارة أن أسيرين مريضين من الثابتين في مستشفى الرملة يخوضان إضرابا مفتوحا عن الطعام مع سائر الأسرى منذ 12/4/2012 وهما الأسير محمد عبد العزيز وأكرم الريخاوي واللذان يعانيان من أمراض صعبة وخطيرة.
وقال تقرير الوزارة ان الأسير محمد عبد العزيز أبو لبدة هو من سكان قطاع غزة (35 عاما) ومعتقل منذ عام 2000 ومحكوم 12 عاما، وهو مقعد ويتحرك على عجلة للمعاقين حيث يعاني من شلل بالجزء السفلي من الجسم، وكان قد أجرى عملية في العمود الفقري أدت إلى مضاعفات صحية ونزول ماء الرأس وتجمعه في أسفل الظهر، مما أدى إلى إجراء عملية جراحية أخرى له ووضع أنبوب لتفريغ هذه المادة ولم تتكلل بالنجاح مما أدى إلى فقدان قدرته على الوقوف والحركة، وبدأ يعاني من فقدان الوعي وضعف البصر وعدم الرؤية.
وأشار التقرير إلى أن الأسير المريض أكرم الريخاوي، سكان غزة 38 عاما، والمحكوم 9 سنوات منذ 2004 يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 12/4/2012 رغم مرضه، حيث يعاني من هشاشة في العظام وسكري وماء بيضاء على العيون وضمور في العدسات وأزمة حادة في الصدر.
وقال التقرير أن الأسرى المضربين القابعين في مستشفى الرملة وأوضاعهم الصحية صعبة هم : ثائر حلاحلة، بلال ذياب، محمد التاج، عمر أبو شلال ، جعفر عز الدين، أحمد سعدات، نضال شحادة، محمد السيد، أكرم الريخاوي، محمد أبو لبدة، محمود السرسك، حسن الصفدي.
هذا وتصاعدت الفعاليات التضامنية في الاراضي الفلسطينية الاربعاء مع الاسرى حيث اغلق شبان مقر الامم المتحدة في رام الله تنديدا بموقف المنظمة الدولية المتقاعسة.
واكد المعتصمون أنهم سيبقون في اعتصامهم لإبقاء عمل المؤسسة الدولية معطلاً ليوم واحد، مهددين بتعطيل أعمال أكثر من مؤسسة دولية، 'جراء صمتها على جرائم الاحتلال'.
ورغم التواجد المكثف لشرطة الحراسات، التي منعت الشبان من دخول المقر، إلا أنها لم تتدخل في الاعتصام، وحافظت على سلامة المعتصمين، وعلى الأملاك الدولية.
ومن جهتها قالت الناشطة في الحراك الشبابي المستقل أغصان البرغوثي إن هذا الاعتصام هو التصعيد الأول ضد مقر الأمم المتحدة في فلسطين والمنظمات الدولية بشكل عام، وهو يوجه رسالة إلى هذه المنظمات بالضغط على حكومة الاحتلال للامتثال للقانون الدولي، خاصة أن إسرائيل تضرب بعضر الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية.
من ناحيته، اتهم الناشط الشبابي حازم أبو هلال الأمم المتحدة بالتواطؤ مع الاحتلال، كونها لم تصدر أي تصريح عن الأمم المتحدة حول إضراب الأسرى، ولم تقم بأي تحركات حقيقية في هذا الجانب لإنقاذ حياة الأسرى الموجودين في سجون الاحتلال.
وشدد أبو هلال على أن الصمت هو أحد أشكال التواطؤ، وبصفتها جهة مسؤولة عن اتخاذ القرارات، فيجب عليها التحرك من أجل محاسبة دولة الاحتلال على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني وضد الأسرى على وجه الخصوص.
ومن جهتها طلبت القيادة الفلسطينية الاربعاء من مصر التدخل للضغط على اسرائيل للاستجابة لمطالب الاسرى الفلسطينيين.
وفي ذلك الاتجاه بحث الرئيس محمود عباس في مدينة رام الله ظهر الأربعاء مع سفير مصر لدى السلطة ياسر عثمان قضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام، ووصول حالات بعضهم إلى مرحلة الخطر، طالبًا من السفير عثمان نقل رسالة عاجلة بهذا الصدد للقيادة المصرية للمساعدة في تحقيق مطالب الأسرى.