الناصرة
قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في تقرير صحافي مساء أمس، إن المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها التنفيذية تشنّ حرباً مسعورة على المقدسات والأوقاف في الداخل الفلسطيني ، وتواصل جرائمها بحق هذه المقدسات ، والتي كان آخرها قيام شركة متعهدة من قبل 'وزارة المواصلات الإسرائيلية صباح أمس بالبدء بمدّ خط مجاري داخل مقبرة القسام في بلد الشيخ في حيفا، وهو ما اعتبرته المؤسسة على أنه تمهيد لتمرير خط سكة حديد للقطار.كما أشارت المؤسسة إلى أن ذلك يتزامن مع قيام شركة أخرى متعهدة من قبل وزارة الإسكان الإسرائيلية بأعمال حفريات واسعة في مقبرة قرية طيرة حيفا المهجرة عام 1948 تمهيداً لإقامة جدار إسمنتي استنادي لشارع يقام بجوار المقبرة.
واعتبرت مؤسسة الأقصى أن الأعمال المشار إليها أدت إلى انتهاك حرمة المقبرة ونبش عظام الموتى وتناثرها.
وبحسب البيان فقد توجه وفد من المؤسسة إلى المقبرة، وتم الاتفاق مع الشركات الإسرائيلية على وقف الأعمال في الموقعين إلى حين عقد جلسة موؤسة بين الأطراف لبحث حلول يمكن من خلالها تجنب انتهاك حرمة المقبرتين. ونددت مؤسسة الأقصى بجرائم المؤسسة الإسرائيلية، واعتبرت ما جرى اليوم وفي الأيام الأخيرة بأنه بمثابة شن حرب على هذه المقدسات. كما حملت المؤسسة الإسرائيلية مسؤولية الانتهاكات وتبعاتها، وطالبت بوقف هذه الجرائم فورا. وكانت قد قامت آليات حفر ضخمة وشاحنات تابعة لشركة تعمل لدى وزارة المواصلات الإسرائيلية بعمليات حفر واسعة وعميقة في الجهة الشمالية الغربية للمقبرة، وبدأت بمد خط مجاري. وخلال تواجد وفد مؤسسة الأقصى والحركة الإسلامية في مقبرة القسام وصلت أنباء تشير إلى حصول انتهاكات في مقبرة طيرة حيفا. وتبين أن جرافة اقتحمت المقبرة، وقامت بحفر حفرة عميقة وواسعة فيها من الجهة الشمالية بطول نحو 150 مترا، ما أدى إلى تناثر عظام الموتى على مساحة واسعة. وتم الاتفاق، بعد طول نقاش، على وقف العمل وعقد جلسة موسعة لإيجال الحلول لمنع استمرار انتهاك حرمة المقبرة.
ولا يعتبر هذا الاعتداء الأول من نوعه على ضريح القسام، حيث قامت سابقاً شركات متعهدة تابعة لوزارة المواصلات الإسرائيلية بعمليات حفر واسعة حول المقبرة من أجل مد شبكة للمجاري للتمهيد لخط قطار سريع في المنطقة، كما حرق المستوطنون ضريح الشهيد أكثر من مرة.
في السياق ذاته، حذّر النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، من المس بمقبرة بلد الشيخ بجوار مدينة حيفا، التي يقع فيها قبر الشهيد عز الدين القسام. وأبرق زحالقة برسائل إلى رئيس الوزراء ووزيري الأديان والمواصلات، دعا فيها إلى وقف فوري لكل أعمال التجريف في المقبرة التي تشكل استفزازا خطيرا للمشاعر الوطنية والدينية والإنسانية للشعب الفلسطيني بأسره. وأكد زحالقة أن أي مس بالقبور وبالأخص بضريح الشيخ عز الدين القسام سيقابل بردة فعل قوية، وأن شعبنا لن يسمح بانتهاك حرمة المقبرة وضريح الشهيد الشيخ القسام. وقال النائب جمال زحالقة: إن المس بالمقابر والمساجد والأماكن المقدسة في القرى والبلدات الفلسطينية هي نهج إسرائيلي مستمر منذ عشرات السنين، وتحاول إسرائيل أن تفعل ذلك بالخفاء، وأن واجبنا هو فضح ومواجهة هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في البلاد.