موقف فتح الانتفاضه من ما يجرى على الساحه الفلسطينيه ....... يذهب أولمرت وتأتي ليفني ويستعد بوش للرحيل، وعملية التهويد الدائبة والمبرمجة لما تبقى من الأراضي الفلسطينية التي لم تهوّد بعد في الضفة المحتلة جارية على قدم وساق، وتستمر بمعزل عمّن يستلم زمام القيادة في الكيان الصهيوني ،تحت غطاء دخان كثيف من اللغو حول ما يدعى "السلام"، التسريب القليل المتعمد حول مفاوضات ليفني-قريع المكتومة، ليزيد من غموضها غموضاً... نسمع
تارة عن اتفاق مبادئ، وأخرى عن إطار، فاتفاق رف.. إلخ.
و المفارقة الخارجة عن أي منطق أن رام الله ، لا زالت تتحدث عن الحلول النهائية وعن اتفاق مأمول لها مع العدو قبل نهاية العام، أو انقضاء هذه الأشهر القليلة المتبقية من عمر الإدارة الأمريكية الراهنة الراعية لهذه الأوهام التي تتمسك بها هذه السلطة وحدها والتي تدور حول رؤية بوش لما يعرف بـ "حل الدولتين" الشارونية الأصل.
الكل يعلم بأنه إذا نجحت ليفني في الاحتفاظ بالائتلاف الحاكم في الكيان، فلسوف تذهب مزاعم أولمرت السلامية معه، وإن لم تنجح، فالانتخابات في الكيان قادمة، وحتى ذلك الحين يدير الثاني حكومة تصريف أعمال، وهكذا... وكل هذا دون أن ننسى أن العدو، وبغض النظر عمّن يحكمه ،لا يريد لا سلاماً غير سلامه ولا حلولاً غير حلوله، ويعتبر أن الحديث في هذا السياق هومجرد إدارة معركة، تتيح لعملية التهويد الوقت الكافي المنشود، وإن صاحب الرؤية الشارونية للحل يستعد لمغادرة البيت الأبيض، آملاً في إنجازما قد يحسب له لكنما لا يتناقض مع مرامي إدارة حلفائه لمعركتهم.
لكن المفارقة الأطرف هي في تصريح للمتحدثة باسم البيت الأبيض قالت فيه إن الرئيس بوش سوف يبحث مع أبو مازنفي25 من الشهر الجاري "التقدم الذي تم تحقيقه في بناء المؤسسات الفلسطينية وفي تجسيد المبدأ القائم على دولتين"!
لا ندري ما هي المؤسسات التي تم التقدم في بنائها تحت الاحتلال في كل من غزة المحاصرة، والضفة المحتلة، التي تهوّد على مدار الساعة وتعاني قهراً وتقتيلاً وتمزيقاً وتصول وتجول فيها قطعان المستوطنين، إلا إذا كان هذا التقدم المعني هو ما يتم بدأب في بناء أجهزة أمن أبو مازن المتعاونة مع الاحتلال، والتي تطارد معه جنباً إلى جنب المقاومين هناك!
أما المفارقة الثالثة، فهي في تواصل الكلام فلسطينياً، وعربياً، عن حكاية حوار المناورات الفلسطيني –الفلسطيني ، الذي يعقد على هدى إيقاعات الوساطة المصرية، بينما غزة محاصرة من قبل العدو والشقيق المتوسط، والحال في الضفة كما وصفناه، في حين إن أبو مازن سيتوجه للقاء وداعي أخير مع صاحب رؤية حل "الدولتين" المزعوم، ليبحث معه في ساعاته الأخيرة في السلطة هناك التقدم في بناء مؤسسات "الدولة" المنتظرة!
لقد بلغ الواقع الفلسطيني من السوء ما بلغه في ظل مثل هذا المسار التسووي التصفوي ، المستند إلى التخاذل العربي والتآمر الدولي، الأمر الذي لا يمكن مواجهته إلا بتنادي الفلسطينيين إلى كلمة سواء على أساس برنامج حد أدنى نضالي يعيد الاعتبار لخيار المقاومة، و نفض اليد نهائياً من الأوهام التسووية، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية وبمشاركة الجميع، والعودة بها إلى ميثاقها الوطني الأصلي قبل عبث الأوسلويون ببنوده، ودون ذلك فالحوار يظل حوار مناورات، يدور على وقع الأوهام التسووية والوساطات الدائرة في فلكها...و تقطيع وقت بانتظار ما يسمعه أبو مازن في رحلته الوداعية لبوش الراحل عن البيت الأبيض، وربما بانتظار من سيخلف ليفني... !