اللجنة الإعلامية الحركية تطلق الموقع الإعلامي الالكتروني لمركز الإعلام والدراسات الفلسطينية
بقلم: أبو فاخر : سكرتير اللجنة المركزية لحركة / فتح – الانتفاضة
في رحاب الذكرى 47 لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وقواتها العاصفة, أطلقت اللجنة الإعلامية الحركية في باكورة أعمالها وخطتها الإعلامية موقع مركز الإعلام والدراسات الفلسطينية الالكتروني.
ويأتي إطلاق الموقع الإعلامي هذا متزامناً مع الاحتفاء بذكرى الانطلاقة, استلهاماً للمعاني والدلالات التي أبرزتها الانطلاقة, وتأكيداً على المبادئ التي انطلقت على هديها, وتمسكاً بالأهداف الوطنية التي حددتها, وترسيخاً للمحتوى الوطني والثوري الذي تواصل حركتنا الاهتداء به, وهي تواصل مسيرتها الكفاحية.
كما يأتي, في خضم مخاض عربي جديد تسوده الفوضى ويتلاعب به الطامعون الذين امتدت أياديهم الشريرة من خلال أجهزتهم الأمنية المعادية وساستهم الطامحين لإعادة بعث عصر الغزو والاستعمار لمزيد من التجزئة والتفتيت, تحت شعارات مضللة, تأخذ من دعاوى الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان غطاءً لمشاريعهم الاستعمارية الجديدة, وجندت وسائل إعلام ناطقة بالعربية نفسها لخدمة هذه المشاريع من خلال احتلالها جبهةً من جبهات الحرب المفتوحة على وحدة وطننا وأمتنا, ومحوراً من محاور العدوان بأشكاله المتعددة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية.
كما يأتي إطلاق هذا الموقع الإعلامي وسط تحديات متزايدة ومخاطر مضاعفة تتعرض لها قضية فلسطين عموماً, والعمل الوطني الفلسطيني على وجه الخصوص, وما يرافق ذلك من مساس خطير بالحقوق التاريخية والأهداف الوطنية الحقيقية, إضافة لخطاب سياسي وإعلامي يعكس عمق اليأس والهزيمة التي تسربت إلى العقول ومنشأها ( فلسطيني ) بالأساس, أتقن عملية التشويه والتضليل, وابتدع تعريفات جديدة وخرائط جديدة لفلسطين, وللحقوق, وللثوابت بل وللمقاومة التي بات لها تفسيرات شتى على شاكلة المقاومة بكل أشكالها, المقاومة الشعبية السلمية… الخ, وكل هذا بهدف الالتفاف على إستراتيجية الكفاح المسلح وحرب الشعب.
لكن وحتى لا نبدو وكأننا أسرى اللحظة, وما يكتنفها من سواد, فيجب رؤية الجانب الآخر من اللوحة والمشهد, وهو ما يتوجب الوقوف عنده بوعي عميق والبناء عليه, فالصراع محتدم على الجبهتين, جبهة الأعداء… وجبهة معسكر الصمود والمقاومة في الأمة.
في معسكر الصمود والمقاومة إرهاصات عميقة من خلال حراك شعبي يتوق للتحرر والانعتاق, والتخلص من أنظمة الارتهان والتبعية, وإعادة الاعتبار لوحدة الأمة وحقوقها, واستعادة مكانتها, ومهما كان الضوء خافتاً, أو الانشغال بأوضاع محلية في العديد من الأقطار العربية طاغياً, لدرجة اعتقاد البعض أن قضايا الأمة غائبة, ووحدتها مهددة, وقضية فلسطين في مهب النسيان والضياع, فإن الحقيقة التي لن يطول موعد سطوع شمسها, هي أن أمتنا ستصنع تاريخاً جديداً وعهداً جديداً, وقد كنست قوى الظلم والشر والطغيان والاستعمار, وأدواتهم العملية حكاماً كانوا, أو خدماً في بلاطهم.
في هذا المعسكر قوى مقاومة, أثبتت فعاليتها وجدواها وحققت انتصارات, تفتح الباب واسعاً أمام انتصارات أخرى, ولعل المقاومة في لبنان بقيادة حزب الله وما حققته من انجازات وانتصارات كبيرة, وما تشكله من قوة يحسب العدو لها ألف حساب, مثالاً ونموذجاً على ذلك.
وإذا ما توقفنا عند الانسحاب الأمريكي من العراق مؤخراً ودوافعه, لوجدنا أن مشـروعهم الاستعماري الذي حملوه بترسانتهم العسكرية إلى العراق والمنطقة قد تكسر وتعثر وأخفق بفعل عوامل عديدة, كانت المقاومة في العراق من أبرزها, فاندحروا خائبين في عتمة الليل بفضيحة مجلجلة, لن يكون بوسع الدخان المتصاعد الذي أشعلوه في سورية التغطية عليه.
في هذا المعسكر العمق الإسلامي التي تجسده الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما تمثله من صمود في وجه قوى الاستكبار العالمي, وما حققته من انجازات علمية واقتصادية وعسكرية رغم سنوات الحصار والتضييق والعقوبات, وما تحفل به من مواقف اتجاه قضايا الأمة وفي المقدمة منها قضية فلسطين, وما تشكله من عامل دعم ومساندة لقوى المقاومة في الأمة سواء في فلسطين أو في لبنان, وما تجسده من مواقف داعمة إلى جانب سورية العربية الشقيقة على كل المستويات.
في قراءة هذه اللوحة, واستعراض هذا المشهد, ووعي جبهتي الصراع المحتدم, يلعب الإعلام دوراً هاماً وأساسياً ومركزياً, فإما أن يكون في الجانب الذي يخدم معسكر الأعداء, وينظّر له, أو يكون إلى جانب الأمة وقضاياها, يجسد آمالها وتطلعاتها ويدافع عن حقوقها ويعمل على استنهاضها, ويعمم ثقافة الصمود والمقاومة.
وفي هذه الآونة بالذات فإن أخطر الأسلحة الموجهة صوب الأمة ووعيها وثقافتها وحضاراتها, وصوب معسكر الصمود والمقاومة والتحرر والتقدم, هو سلاح الإعلام, حيث جرى تجنيد وسائل إعلامية هامة وقوية في هذه الحرب, مما يفضح زيف إدعاءات هذه الوسائل الإعلامية بالمهنية والحياد والمصداقية والموضوعية.
لقد بات واضحاً لكل من يعمل في حقل السياسة والإعلام, أن العملية الإعلامية مرتبطة بالسياسات والأفكار والمواقف ارتباطاً لا يمكن الانفكاك عنه, سواء كانت هذه المواقف مواقف المشتغلين والمنخرطين به, أو القوى المسيطرة عليه أو الداعمة والممولة له, فلا إعلام مستقل استقلالاً كاملاً, والإعلام ليس منفصلاً عن الواقع والقوى المشتغلة به والمهيمنة عليه.
منذ عقود طويلة من الزمن والبحث والنقاش يدور في أوساط النخب السياسية والثقافية والإعلامية الملتزمة, بغية التوصل لمشروع إعلامي وثقافي يتصدى للهجمة الثقافية والإعلامية المعادية, لكن بافتقاد المشروع النهضوي للأمة, غاب المشروع الإعلامي والثقافي, وجرى الاكتفاء بصيحات النقد والتحذير, دون تقدم حقيقي باتجاه هذا المشروع.
وها هي أمتنا تجد نفسها اليوم أمام مشروع سياسي وإعلامي وثقافي فيه من الانحطاط ما لم تعرفه أمتنا في أسوء الظروف, وفيه من السواد ما لم تشهده القرون الوسطى, التي عرفت بعصور الظلام.
ورغم ذلك فلا زالت الفرصة متاحة وممكنة أمام القوى الحية في أمتنا للتصدي لهذا الهجوم الإعلامي والثقافي الذي لم يعد يخفي أهدافه, بل يضع في مقدمتها التفتيت والتجزئة, وبث بذور الفتنة, واستهداف قضايا أمتنا المركزية سواءٌ كانت قضية فلسطين, أو الوحدة العربية, أو التكامل الاقتصادي, أو الأمن القومي للأمة.
في هذا المجال سنقوم بدورنا مهما كانت الإمكانات, ونسهم بجهدنا مهما كان متواضعاً, فنحن في خندق الباحثين عن الحرية والخلاص والتحرر والانعتاق, نحن في خندق المقاومة والتحرير, فيه نتحصن, ومنه ننطلق في خوض المعركة المتعددة الأوجه, وأحد أبرز وجوهها, المعركة على الوعي, والقيم, الحقوق, والهوية, وعلى الثوابت والمصير.
في معركتنا هذه نستلهم ونهتدي ببرنامجنا السياسي الحركي الذي يؤكد على ضرورة تحقيق وانجاز وبلورة المشـروع الوطني الفلسطيني والمساهمة في بلورة المشروع النهضوي للأمة.
وأخيراً نتمنى للجنة الإعلامية الحركية, للقائمين على الموقع الإعلامي الالكتروني, وللمشرفين عليه, النجاح و التوف