لأسرى".. تضافرت القلوب ودوت صرخة التحدي
2011-10-10 10:17
يواصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني إضرابهم المتواصل عن الطعام منذ السادس و العشرين من شهر سبتمبر الماضي لليوم الثالث عشر على التوالي ضمن معركة أطلق عليها "وحدة الأحرار" من اجل انتزاع حقوقهم التي تحاول إدارة سجون الاحتلال انتزاعها منهم بكافة الطرق و الوسائل الممكنة من قمع و تنكيل ،حيث تشن إدارة السجون وبإيعاز من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هجمة شرسة ضدهم و يعانى الأسرى البالغ عددهم ستة آلاف أسير من الإجراءات القمعية و الهمجية في محاولة لكسر صمودهم و إرادتهم و ثنيهم عن مطالبهم العادلة و التحرر من الأسر .
و في مقابلة خاصة مع الأسير المحرر رامز الحلبي الذي امضي في الأسر ثلاثة عشر عاما و هو احد المتضامنين مع الأسرى في إضرابهم عن الطعام منذ اليوم الأول و حتى الآن قال " أن الدوافع التي تجعل اى شخص يتضامن مع الأسرى داخل سجون الاحتلال هو دافع اخلاقى من الدرجة الأولى و دافع ديني من الدرجة الثانية،حيث أننا كنا نعيش نفس القهر و المظلومة التي يعانيها الأسرى الآن خلال ثلاثة عشر عاما مضت ،فهناك وحدة شعورية واحدة تربطنا بهم هذا
و من جهة أخرى فهم يريدون تحقيق كرامه مهدورة لنا فهم لم يخرجوا بهذا الإضراب من اجل أنفسهم فقط و إنما من اجل ألامه و القضية الفلسطينية بأكملها، فالواجب الاخلاقى و الديني هو الذي يدفع الجميع للمشاركة مع الأسرى في إضرابهم المفتوح عن الطعام " .
و أضاف " أن الشعور بمعاناة الأسرى لا يمكن وصفه بالكلمات و إنما هو شعور داخلي عميق يصعب تفسيره ، و لكنى متواصل مع الأسرى بشكل يومي من خلال متابعة الإذاعة و التلفزيون. و ما زلت اشعر اننى داخل الأسر و لا أتحدث عن نفسي إلا من عمق شعور الأسير المضرب عن الطعام داخل السجن و ليس خارجة ، لاننى عشت نفس التجربة في الأسر " .
و في سياق الحديث عن تجربته داخل الأسر قال "بأنه اضرب عن الطعام لمدة 27 يوما على التوالي ومرة ثانية لمدة عشرة أيام ".
أما بالنسبة للتعامل مع الأسرى كان يصل إلى ذروته في الوحشية من خلال حملة التنقلات من سجن في الشمال إلى آخر في الجنوب حيث تمر علينا الساعات كقطعة من عذاب ليس له مثيل، حيث كنا نحمل أمتعتنا من مكان لآخر فالاسير وهو مضرب عن الطعام لا يستطيع أن يقف على رجليه فما بالك به يحمل أمتعته ويتنقل بها من مكان لآخر مع مشقة السفر من سجن لآخر أيضا هناك عملية نقل الأسير المضرب عن الطعام من قسم إلى قسم والذي يخلق حالة من التوتر النفسي لدى الأسير الذي يكون قد استقر نفسيا وانسجم مع زملائه في القسم أو الغرفة حيث تقوم إدارة السجن بنقله من اجل زعزعته نفسيا ومعنويا".
ومن اغرب ما تقوم به إدارة السجون من اجل ثني المضربين عن الطعام أنها ترسل السجناء الجنائيين اليهود وتعطيهم اللحوم ليقوموا يشيها بجانب أقسام وغرف الأسرى المضربين عن الطعام ليشموا روائح اللحم المشوي دون أن يأكلوه.
كذالك تضغط إدارة السجون على المضربين من خلال إضعاف الروح المعنوية والنفسية لديهم وبتخويفهم انه مع استمرار إضرابهم عن الطعام سيصابون بأمراض عدة مثل السكري وفقدان البصر والهزال والضعف العام في الجسم وتنصحهم بالأكل وفك الإضراب ،و تقوم بتوزيع بيان يرفض الأسرى استقباله يوضح خطورة الإضراب عن الطعام و ما ينتج عنة من عواقب وخيمة على الأسرى ، و أن السجون الأخرى قد فكت الإضراب .
كما بعث الأسير المحرر رامز الحلبي برسالة للأسرى المضربين عن الطعام " أن كونوا على ثقة بان ليس من الضروري أن نسجل انتصارا كلاميا ولكن يكفيكم شرفا و فخرا إنكم سجلتم أمام التاريخ و أمام أنفسكم انتصارا و شموخا و رفضتم الذل و الهوان و دفعتم من جوعكم و حرمانكم ثمنا للكرامة و العزة و الفخر ، فهذه مفخرة لكم أيها الأسرى لأنكم رفضتم الذل و الهوان ".
و في رسالة ثانيه "ناشد الأسير المحرر الشعب الفلسطيني للالتفاف حول دعم قضية الأسرى المضربين عن الطعام و أنهم الرئة الوحيدة التي يتنفس منها المضربين داخل السجون الصهيونية و دعا إلى تضامن الحشود على بوابات الصليب الأحمر التي من خلالها يتم الانتصار على السجن و السجان و ليس بالجوع فقط و إنما بتضافر الجهود و القوى الإعلامية العاملة في قطاع غزة ،التي عليها كل الاتكال لنشر قضية الأسرى و إسماعها للعالم اجمع ".
و في نهاية حديثة معنا توقع الأسير المحرر رامز الحلبي" أن تتجاوب إدارة السجون مع المضربين عن الطعام مثلما حدث في الإضرابات السابقة حيث أن الإدارة لا تستجيب لمطالب المضربين في أول عشرة أيام و إنما في اليوم الثالث عشر إلى العشرين،بحيث يكون الأسرى قد انتزعوا ا جزءا من مطالبهم و أضاف أتوقع أن يوم الثلاثاء القادم يعتبر يوم الحسم في قضية إضراب الأسرى عن الطعام ".
تزامنا مع مجموعة من الإجراءات التعسفية المتصاعدة التي تتخذها سلطات الاحتلال بحق الأسرى، لا سيما حرمانهم من حق التعليم الأكاديمي، واستخدام سياسة العزل الانفرادي ضدهم، وتكبيل أيدي الأسرى وأقدامهم خلال زيارة الأهل لهم أو عقد لقاء بمحاميهم، ما يشكل خرقًا للاتفاقيات الدولية المتعلقة بالأسرى .