نقلت مصادر صحفية في واشنطن عن مصادر امريكية رفيعة المستوى قولها إن (اسرائيل )أطلعت الادارة الامريكية مؤخرا على خطة عسكرية متعددة المراحل للتعامل مع ما يترتب من تطورات لاعلان فلسطيني محتمل عن دولة فلسطينية في الأسابيع القليلة القادمة والحصول على اعتراف من هيئة الامم المتحدة، واشارت المصادر الى لقاء أمني عسكري عقد قبل أقل من اسبوعين في العاصمة الامريكية بين قيادات عسكرية امريكية (واسرائيلية) رفيعة المستوى حول هذه الخطة.
المصادر ذاتها كشفت عن أن الخطة العسكرية تشمل العديد من الاجراءات والخطوات التي قد تعيد الاوضاع الميدانية في الضفة الغربية الى ما كانت عليه خلال سنوات الانتفاضة الثانية.
وقالت المصادر لـ (المنــار) نقلا عن جهات ودوائر (اسرائيلية) رفيعة المستوى أن القيادة السياسية والعسكرية في (اسرائيل) تعتقد بأن المساعي الدبلوماسية الامريكية والاوروبية لن تنجح في ردع الفلسطينيين من الذهاب الى الامم المتحدة، خاصة وأن الأفكار التي طرحت من قبل الجهات الداعمة لعملية السلام في المنطقة غير واقعية ـ على حد وصف الدوائر (الاسرائيلية) ـ ولا يمكن البناء عليها لإعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين (الاسرائيلي )والفلسطيني وأن المطلوب العودة الى طاولة المفاوضات بدون أية شروط مسبقة.
وحول الاجراءات (الاسرائيلية)المتوقعة، قالت المصادر الامريكية أن (اسرائيل )ستنشر خلال الايام القادمة تعزيزات عسكرية غير مسبوقة في انحاء مختلفة من الضفة الغربية، وسوف تكثف من تواجد قواتها العسكرية في محيط المستوطنات، وعند نقاط الاحتكاك على خط التماس وفتح معسكرات للتحقيق والاعتقال، كما ستعمل على نشر فرق خاصة للتعامل السريع مع أي عمليات نوعية قد تقع ضد أهداف عسكرية ومدنية (اسرائيلية)، كما أخضعت الأجهزة الأمنية في (اسرائيل) فرق الحماية الامنية في المستوطنات المختلفة في الضفة الغربية الى تدريبات مكثفة خلال الاسابيع الاخيرة، وتم تزويدها بمركبات مصفحة، وطلب الى عناصرها العمل على زيادة النشاط الوقائي حول المستوطنات خلال الاسابيع المقبلة.
ولا تستبعد الجهات العسكرية والامنية (الاسرائيلية) اشتعال الجبهة الشمالية في حال انفجار الاوضاع الامنية، ومن بين الخطط والسيناريوهات (الاسرائيلية )للتعامل مع مخاطر أيلول العمل على تقسيم الضفة الغربية وعزل المناطق الشمالية عن المناطق الجنوبية وفرض القيود على تنقل المسؤولين الفلسطينيين.
وكانت القناة الثانية في التلفزيون (الاسرائيلي) قد تحدثت عن استعدادات يقوم بها المستوطنون في مستوطنات الضفة الغربية لمواجهة احتمال اندلاع أعمال عنف ومواجهات مع الفلسطينيين في الاسابيع القليلة القادمة، ومن بين تلك الاستعدادات الاستعانة بكلاب مدربة على الحماية ومواجهة المتسللين، حيث تم نشر مئات الكلاب في المستوطنات والنقاط الاستيطانية العشوائية في انحاء مختلفة من الضفة الغربية لمواجهة أية محاولات تسلل من جانب عناصر فلسطينية الى داخل المستوطنات.
الشق السياسي
ولا يقتصر النشاط (الاسرائيلي) لمنع الفلسطينيين عن الذهاب الى الامم المتحدة على الشق الامني العسكري والاستعدادات الوقائية فقط، وانما هناك مساعي دبلوماسية واتصالات مكثفة تقوم بها الدوائر السياسية المختلفة في (اسرائيل) مع دول صديقة غربية وأيضا دول عربية تربطها مع (اسرائيل) علاقات تنسيق وتعاون عبر القنوات الخلفية والسرية كالسعودية وقطر.