دعت السلطة الفلسطينية الأربعاء الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرارها استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة.
وصرح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن السلطة الفلسطينية طلبت من الولايات المتحدة تغيير موقفها من طلب الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة.
وقال في لقاء مع صحفيين في مكتبه: «طلبنا من الإدارة الأميركية أمس الأول (الثلاثاء) أن تعيد دراسة موقفها من توجهنا إلى الأمم المتحدة».
وأضاف: «للحفاظ على مبدأ الدولتين لا بد أن تدعم أميركا حقنا في الحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية».
وتسعى السلطة الفلسطينية إلى تقديم طلب إلى مجلس الأمن في أيلول المقبل للاعتراف بالدولة الفلسطينية رغم إبلاغها رسمياً بأن الولايات المتحدة تنوي استخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار دولي من هذا القبيل.
وتؤيد الولايات المتحدة إقامة دولة فلسطينية إلا أنها تطالب بأن يتم الاعتراف بهذه الدولة من خلال المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وقال عريقات: «أعلمتنا الولايات المتحدة رسمياً بأنها ستستخدم الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية وأنها تؤيد إقامة دولة فلسطينية من خلال المفاوضات المباشرة».
وأضاف: «لكن مضى على المفاوضات مع إسرائيل أكثر من عشرين عاماً ولم تعترف إسرائيل بهذه الدولة (...) ولا يمكن السماح بأن يبقي العالم مصير الاستقلال الفلسطيني بيد المحتلين (إسرائيل)».
وبذلت السلطة الفلسطينية خلال السنتين الماضيتين جهداً دبلوماسياً دولياً كبيراً للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال عريقات: «نأمل في أن تبادر دول مثل بريطانيا وفرنسا وأميركا واليابان لتأييد حل الدولتين من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة».
وأضاف: «لا نريد الصراع مع هذه الدول لكن أوراقنا القانونية والسياسية والإجرائية جاهزة للتوجه إلى الأمم المتحدة».
وفي السياق، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي في تصريحات إذاعية أن اللجنة الرباعية الدولية أبلغت الجانب الفلسطيني بإلغاء الزيارة التي كانت مقررة اليوم لمندوبين عنها إلى المنطقة لبحث سبل دفع استئناف محادثات السلام.
وذكرت عشراوي أن إلغاء الزيارة يأتي بقرار من اللجنة الرباعية «فواضح أن الهوة ما بين الموقف الإسرائيلي وما بين متطلبات السلام وليست ما بين الطرفين بعيدة جدا».
لكن عشراوي اعتبرت أن هذا السبب غير مبرر لتنصل اللجنة الرباعية من مسؤولياتها، مشيرة إلى أن إخفاق اللجنة الرباعية يعود بالأساس لرغبة الولايات المتحدة في تمرير المواقف الإسرائيلية على اللجنة مثل مطلب يهودية الدولة.
من جهة اخرى، قال عريقات: إن لجنة المتابعة العربية ستجتمع اليوم الخميس في الدوحة بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يأمل في الحصول على إجماع عربي لتوجه السلطة إلى الأمم المتحدة.
وقال عريقات: «سنناقش التوجه إلى الأمم المتحدة مع العرب وسنذهب إلى هناك برافعة عربية». وأضاف: إن الرئيس الفلسطيني «سيشارك في هذا الاجتماع الذي تتوقع السلطة منه الحصول على إجماع عربي بتوجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة».
وأضاف: «لا نريد سماع الاعتراف بحل الدولتين من اللجنة الرباعية وإنما من إسرائيل لأن الرباعية ليست المحتلة لنا وإنما إسرائيل».
وأضاف عريقات: إن «الحكومة الإسرائيلية الحالية ولدت لتدمير خيار الدولتين».
ميدانياً، قال مصدر فلسطيني: إن الطيران الإسرائيلي شن ليلة الأربعاء غارتين جويتين على شمال قطاع غزة ما أسفر عن جرح سيدة فلسطينية، وذلك إثر إطلاق ثلاثة صواريخ على جنوب إسرائيل.
وأعلنت جماعة «التوحيد والجهاد» السلفية في قطاع غزة التي تتبنى أفكار تنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن عملية إطلاق الصواريخ.
وقال الجيش الإسرائيلي: إن طائراته «استهدفت ورشتين لصنع أسلحة في شمال قطاع غزة». وأضاف: إنه «تأكدت إصابة الهدفين مباشرة ووقعت انفجارات بعد ذلك».
وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن سيدة أصيبت بجروح طفيفة في غارة شرق مدينة غزة ونقلت إلى مستشفى الشفاء.
وقالت ناطقة باسم الجيش: إن صاروخاً رابعاً أطلق في قطاع أشكول دون أن يسفر عن سقوط ضحايا أو أضرار.
واستشهد إبراهيم سرحان (21 عاماً) برصاص جنود إسرائيليين أمس في مخيم الفارعة للاجئين بالقرب من نابلس عند توجهه إلى المسجد وذلك خلال قيام الجيش الإسرائيلي بعملية تفتيش عن ناشط من الجهاد الإسلامي لم يتم توقيفه، بحسب المصادر نفسها.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية: إن سرحان لم يكن ينتمي إلى أي فصيل مقاوم، وأوضحت أن جنود الاحتلال أوقفوا خمسة فلسطينيين من المخيم.