في وقت منيت فيه المعارضة الليبية بهزيمة دبلوماسية مع رفض روسيا الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا كممثل شرعي للشعب الليبي، حقق المتمردون على الأرض مكسب مهماً مع سيطرتهم على مرفأ البريقة النفطي بعد انسحاب القسم الأكبر من قوات العقيد معمر القذافي إلى الغرب.
انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة ودولاً أخرى اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض الليبي كحكومة شرعية لليبيا قائلاً إن ذلك يرقى لانحياز في حرب أهلية. واعترفت الولايات المتحدة الجمعة بالمجلس الوطني الانتقالي كـ«سلطة حكومية شرعية» في ليبيا، على غرار كل الدول الأعضاء في مجموعة الاتصال حول ليبيا أثناء اجتماعها في اسطنبول.
وقال لافروف: «اذا كان الأمر يتعلق بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل وحيد للشعب الليبي، فإننا لا نشاطر هذا الموقف»، وأوضح أن روسيا تنظر إلى المجلس كفريق مهم في المفاوضات إلى جانب مجموعات معارضة أخرى.
وانتقد لافروف من يعلن الاعتراف بهذا المجلس ممثلاً وحيداً للشعب في ليبيا، قائلاً إن ذلك يعادل «الانحياز إلى أحد فريقي النزاع في الحرب الأهلية»، واعتبر أنصار هذا القرار «أنصار سياسة العزل» التي لا تتبناها موسكو كأسلوب لحل المشاكل.
وقال الوزير الروسي أيضاً «نجري اتصالات مع طرابلس ومع بنغازي ليتحلى الطرفان بموقف بناء ويجلسان إلى طاولة المفاوضات»، إلا أن لافروف استبعد استقبال القذافي في روسيا في حال استقالته. وقال: «أعطينا ردنا على هذا السؤال عدة مرات. إنه سلبي».
على الصعيد الدبلوماسي، التقى رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يزور البلاد حالياً لإجراء مباحثات وصرح الزعيمان بعد لقائهما بأنهما ما زالا مختلفين حول الموقف في ليبيا، وأكد كاميرون خلال ما وصفه «بزيارة عمل» على أن القذافى يجب أن يتنحى عن السلطة أولا قبل إجراء مباحثات بشأن مستقبل ليبيا، على حين أصر زوما على أن تنحي القذافي يمكن أن يأتي نتيجة للمفاوضات بين الأطراف الليبية.
ميدانياً، أعلن المتمردون الليبيون دخولهم ميناء البريقة، إلا أن شوارع البلدة ملأى بالألغام الأرضية التي عليهم إزالتها كما أنها مزروعة في المنشآت النفطية، وصرح المتحدث باسمهم شمس الدين عبد الملا أن «القسم الأكبر من قوات القذافي انسحب إلى رأس لانوف» على بعد خمسين كلم إلى الغرب، موضحاً أنه بقي ما بين 150 إلى 200 جندي موال للنظام في الموقع النفطي. وفي مصراتة، أعلن المتمردون أن 23 منهم جرحوا ليل الإثنين في معارك ضد القوات النظامية في مكان غير بعيد عن مصراتة الجيب المتمرد الذي يبعد 200 كلم شرق طرابلس، وقال بيان للمعارضة المسلحة: «نجحنا في التصدي للقوات الموالية التي خسرت عدداً كبيراً من المقاتلين وتركت الكثير من الآليات العسكرية والأسلحة والذخائر».
كما أعلن المتمردون أن القوات الموالية للقذافي قصفت مواقعهم في حي سوق الثلاثاء على بعد بضعة كيلومترات عن وسط زليتن.
يأتي هذا فيما اعترف حلف شمال الأطلسي «الناتو» بضرب نظام رادار هوائي في مطار طرابلس الغرب الرئيسي كان يستخدم للتحكم بحركة الملاحة الجوية المدنية، وبرر الحلف هذه الضربة بأن نظام القذافي يستخدم الهوائي لتعقب القدرات الجوية للناتو بالمجال الجوي فوق طرابلس، ولتنسيق نظام الإنذار المبكر في دفاعها الجوي الخاص.