فلسطين
جاء في تقرير صهيوني حصل عليه "مركز القدس للابحاث" بالقدس أن كل الدلائل تشير الى أن مواجهة واسعة قادمة بين الاحتلال والفلسطينيين في الأراضي المحتلة في شهر أيلول القادم، وأن مظاهرات ضخمة سوف تندلع يحاول الفلسطينيون خلالها اقتحام المستوطنات والمس بمواقع ومراكز" اسرائيلية" حساسة، وأن هذه التطورات والاحداث قد تخرج عن سيطرة قوات الأمن الفلسطينية وستضطر "اسرائيل" الى تنفيذ سيناريوهات مدروسة ومعدة سبقا من بينها ضرب مؤسسات فلسطينية رسمية، لذلك، تقوم أجهزة الأمن والجيش في" اسرائيل" بإجراءات واستعدادات لمواجهة هذا التطور الخطير، من بينها تعزيز المواقع الأمنية في الضفة وفتح معتقلات تحقيق جديدة ونقل المعتقلين بعد ذلك الى سجون داخل "اسرائيل" مع زيادة نقاط الحراسة وابراج المراقبة ، وتكثيف تدريب وحدات خاصة على مواجهة المتظاهرين.
وجاء في التقرير أن ايلول بات تاريخا مقلقا للمؤسسة الامنية "الاسرائيلية".. وجزء كبير من اللقاءات التي يجريها رئيس اركان الجيش "الاسرائيلي" مع المستويات الامنية على اختلافها في الاونة الاخيرة مخصصة لمناقشة السيناريوهات المتوقعة في ايلول القادم.
يقول التقرير "الاسرائيلي" انه كلما غاص الجانب الفلسطيني بصورة اعمق واكبر في الخطة الهادفة الى التوجه للامم المتحدة، كلما اصبحت مهمة الدول الاوروبية والولايات المتحدة لانقاذ الموقف ورمي "طوق النجاة" الى الفلسطينيين أصعب فأصعب.. وفي ذات الوقت يؤدي هذا الى تكثيف الجيش "الاسرائيلي" لمناوراته واستعداداته لمواجهة أسوأ الاحتمالات.
ويكشف التقرير أنه خلال الاسابيع الأخيرة عقدت قيادات عسكرية وأمنية "اسرائيلية" رفيعة المستوى تعمل في الاراضي الفلسطيني المحتلة لقاء استمر ليومين متتاليين تم خلاله المناقشة والتدقيق في العديد من المعلومات الاستخبارية المتوفرة على طاولة البحث، وقد حرصت قيادات عسكرية كبيرة على المشاركة في جميع مراحل هذا النقاش، وتوقع التقرير ان ينتهي الجيش والاجهزة الامنية العاملة في الضفة من ملء النقص في الوسائل القتالية المخصصة لتفريق المتظاهرات التي يتوقع التقرير اندلاعها في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وأن قوات الجيش والأمن سوف تستخدم وسائل متطورة لمواجهة احتجاجات فلسطينية شعبية وتفريق التجمعات والحشود الغاضبة.
وافاد التقرير "الاسرائيلي" بأن عملية الاستعداد النهائي لمواجهة المخاطر ستكون جاهزة قبل منتصف ايلول القادم، وستبدأ وحدات من الهندسة بتطوير البنية التحتية الدفاعية مثل الأسوار والاسلاك الشائكة وتحصين ابراج المراقبة في الضفة الغربية، والعمل على رفعها في بعض المناطق ووضع العديد من العوائق الهندسية في الميدان، التي ستستخدم بشكل سريع في حال اندلاع مواجهات بهدف منع المحتجين من القتراب من المستوطنات والاماكن الحساسة "الاسرائيلية" في مناطق الضفة المختلفة، كما سيتم تخصيص مناطق ومعسكرات لاستيعاب تعزيزات من مناطق اخرى، حيث قد تضطر تلك القوات للمكوث في الضفة لمدة طويلة.
وجاء في التقرير ايضا أنه حتى شهر ايلول المقبل ستقيم مصلحة السجون بالتعاون مع الاجهزة الامنية "الاسرائيلية" معتقلات مؤقتة لحجز ما أسماهم التقرير بـ "المخلين" بالنظام قبل نقلهم الى المعتقلات الدائمة داخل "اسرائيل" وستنتشر مجموعات من القناصة في المناطق الحساسة للتعامل مع حالات عنيفة وتظاهرات قد تخرج عن السيطرة ولا ينفع معها الوسائل غير القاتلة.
ويرى التقرير انه في ظل الاوضاع المعقدة في الشرق الاوسط وعلى حدود "اسرائيل" الشمالية والجنوبية فقد تم اختيار الوحدات التي من خلالها يمكن تعزيز عمل قوات الجيش في الضفة حتى لا يكون هناك مساس بالانتشار الامني وحالة التأهب على الحدود.
ويخشى الجيش "الاسرائيلي" من أن تتدهور الاوضاع وتخرج عن سيطرة السلطة الفلسطينية والسلطة" الاسرائيلية"، ويشير التقرير الى ان هناك اعتقادا سائدا لدى الاجهزة الامنية "الاسرائيلي"ة بأن أجهزة السلطة الفلسطينية ستحاول "تنفيس" الغضب الشعبي الفلسطيني اتجاه "اسرائيل"، لكن، هذا الامر قد يخرج عن السيطرة.
ويتابع التقرير، ان من بين السيناريوهات المحتلمة في حال تصاعد الاحتجاجات وعدم لمس رغبة فلسطينية رسمية بمنع خروج الامور عن السيطرة ان تقوم القوات "الاسرائيلية" بقصف اهداف حساسة رسمية في الضفة الغربية، في محاولة لتوجيه رسالة شديدة اللهجة للسلطة الفلسطينية، وهذا استدعى وبصمت الى "تحديث" لبنك الاهداف كما ان هناك استعدادات واسعة تقوم بها الشرطة "الاسرائيلية" وبشكل خاص في اللواء الشمالي ولواء القدس من اجل سد الفراغ في القوى البشرية خاصة تلك القادرة على التعامل مع المتظاهرين وتفريق المحتجين بدأت تدريب عدد من المحققين وافراد الشرطة السرية على طريقة استخدام وسائل تفريق المظاهرات.
ولا يستبعد التقرير ان تلجأ الاجهزة الامنية أن تتدهور الاوضاع بشكل غير مسبوق وأن تضطر "اسرائيل" للتعامل مع ثورات شعبية ضدها كما حدث على الحدود مع مجدل شمس، وأن تتحول حدود" اسرائيل" الشمالية والجنوبية والحدود مع الاردن الى نقاط احتكاك ومواجهات لا تستطيع الاجهزة الامنية في الدول المجاورة السيطرة عليها، لذلك ستقوم الاجهزة الامنية في مناطق التماس بين الضفة واسرائيل قوات اضافية عالية التدريب