طالب المتظاهرون في ميدان التحرير، في ما يطلق عليه "جمعة الوحدة الوطنية"، بحق العودة للاجئين الفلسطينين ودعم الانتفاضة الفلسطينية، الجمعة 13-5-2011.
وارتفعت أصوات المتظاهرين بتقديم الرئيس السابق حسني مبارك إلى المحاكمة بتهمة قتل الفلسطينيين في غزة، لأنه تسبب في قتلهم بالمشاركة في حصارهم.
إخماد الفتنة الطائفية
ومن جهته، دعا الشيخ مظهر شاهين، خطيب ميدان التحرير، الآلاف المتواجدين فى الميدان بالسعي إلى إخماد الفتنة الطائفية، وقال "إن تعاليم الإسلام والمسيحية براء من كل من يثير الفتنة الطائفية".
وحذر شاهين من فتنة قادها أمن الدولة وفلول النظام السابق، وتطرق فى خطبته إلى أن جميع المصريين يحلمون بالذهاب إلى الأقصى، ولكن من الأفضل أن يتم هذا فى وجود حكومة قوية ورئيس للدولة، ودعا الله أن يمكن المسلمين من الصلاة فى المسجد الأقصى قريباً.
واستنكر شاهين موقف الحكومة المصرية من بقاء بعض رموز المحليات وتعيين رؤساء الجامعات فى عهد مبارك فى مناصب محافظين، وأكد على ولاء الشعب الكامل للقوات المسلحة، وعقب انتهاء الخطبة أمّ الشيخ محمد جبريل جموع المصلين.
هتافات بالزحف إلى القدس
وفي مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، خرج الآلاف من الشباب في مسيرات انطلقت من ميدان الرفاعي وجابت شوارع وميادين العريش الرئيسية، وسمعت هتافات تطالب بالزحف إلى القدس وتطالب بدعم القضية الفلسطينية، كما طالب المتظاهرون بتقديم الرئيس السابق حسني مبارك إلى المحاكمة بتهمة قتل الفلسطينيين في غزة، لأنه تسبب في قتلهم بالمشاركة في حصارهم.
وأكد ائتلاف جماهير الثورة المصرية في بيان خلال مليونية الوحدة الوطنية بميدان التحرير على ضرورة محاسبة المتسببين في أحداث إمبابة وتطبيق القانون.
وطالب ائتلاف الثورة المصرية د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري باستمرار ثوريته وإقالة الوزراء والمحافظين التابعين للنظام السابق، وحددوهم بالأسماء، وحل المجالس الشعبية المحلية التي ثبت أنها وراء أحداث الفوضى وإشعال الفتنة الطائفية.
إمهال الحكومة أسبوعاً واحداً
وقال د. جمال زهران عضو مجلس الشعب السابق "إن الثوار سيمهلون الحكومة المصرية أسبوعاً واحداً لحل المجالس الشعبية المحلية التي ما زال فلول الحزب الوطني يعملون من خلالها، وأنهم سيعودون إلى ميدان التحرير مرة أخرى تحت شعار جمعة تنفيذ المطالب".
وشدد المتظاهرون على قيام وزير الداخلية المصري بواجبه في حماية المصريين والقضاء على البلطجية وإعادتهم إلى السجون، فيما طالب المتظاهرون بالإفراج عن معتقلي مظاهرات 9 مارس من الثوار وكافة المعتقلين السياسيين.
الوحدة الوطنية آتت ثمارها
وأكدت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد "إن مليونية الوحدة الوطنية قد نجحت وآتت ثمارها، وأن روح ميدان التحرير قد أعادت النشاط لذاكرة ميدان التحرير، وسنحافظ على الثورة ولن نسمح بالألاعيب السياسية القديمة مثل فرق تسد ومزق المصريين تستطيع السيطرة عليهم. سنشارك جميعاً في حب مصر وأدعو المحلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة الثورة أن تستتفتي الشعب قبل أي قرار تأخذه، فاليوم هو يوم الشعب لكي يقول كلمته".
وطالبت الكاتبة الصحفية عزة هيكل باحترام سيادة القانون وتطبيق شعارات عدم التمييز في المناهج التعليمية والإعلام.
واحتشد الآلاف من المسلمين والأقباط في ميدان التحرير تحت شعار الوحدة الوطنية، ورفعت الأعلام المصرية والفلسطينية، وطالب المتظاهرون بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وقال د. محمد رفاعة الطهطاوي مساعد وزير الخارجية الأسبق "إن القضية الفلسطينية هي خير ما يجتمع عليه المصريون والشعوب العربية، لذلك كان من الطبيعي أن تكون جمعة الوطنية".
وعلى جانب تأمين المظاهرات، فقد انتشرت المدرعات العسكرية حول ميدان التحرير بالعشرات، كما طوق المئات من عناصر الشرطة العسكرية المكان.
وكان المتظاهرون قد تجمعوا زحفاً من مساجد مصر في تقليد جديد، حيث سرت الدعوات على الإنترنت بالزحف إلى ميدان التحرير بعد صلاة الفجر مباشرة، وهو ما حدث بالفعل، حيث تجمع الآلاف في مساجد عمرو بن العاص حيث أم المتظاهرين الشيخ محمد جبريل، وصلى الشيخ صفوت حجازي الفجر في ميدان التحرير.
ويؤكد المتظاهرون أنهم بصدد تنظيم مظاهرة مليونية في اتجاه غزة، وأن مظاهرات اليوم هي تجربة لجمعة النفير أو الزحف إلى غزة لدعم الانتفاضة الفلسطينية الثالثة.
وتجمّع آلاف المواطنين في ميدان التحرير من كافة القوى السياسية المصرية، الجمعة 13-5-2011، تحت شعار "جمعة الوحدة الوطنية وأمن المواطن"، معلنين دعمهم للانتفاضة الفلسطينية.
وحمل المتظاهرون علماً كبيراً لفلسطين، كما انتشر أيضاً مع المتظاهرين العديد من الأعلام الخاصة بالدول العربية، وارتكزت غالبيتها على الأعلام المصرية والفلسطينية.
وقامت قوات الشرطة العسكرية بتحديد مسارات المظاهرات لتيسير الحركة المرورية وعدم حدوث حالات اختناق مروري، بالإضافة إلى إخلاء الحديقة الرئيسية المتواجدة داخل منطقة الميدان.
وجاءت هتافات المتظاهرين أغلبها خاصة بالانتقاضة الفلسطينية والوحدة الوطنية بالإضافة إلى المصالحة الفلسطينية.
وشهدت المليونية الجديدة في ميدان التحرير بصورة مبدئية انخفاضاً تدريجياً على عكس ما جرت عليه عادة "جُمع" ميدان التحرير، لانتشار منشورات المطالب الفئوية للمواطنين في مختلف المجالات الحياتية.
كما يتواجد داخل الميدان منصتان: الأولى المنصة الرئيسية أمام مبنى الجامعة الأمريكية وتم تجهيزها على أعلى مستوى من حيث الإمكانيات، والثانية في المنطقة المقابلة وسط الميدان ويتجمع حولها عدد أقل من الأشخاص مقارنة بالأولى، حيث شدوا بالأغاني الوطنية والأناشيد الدينية التي ألهبت حماس كل مَنْ في الميدان.