س3: لا يجادل أحد في الدور الريادي لحركة فتح في الثورة الفلسطينية المعاصرة، لكن بعد الأزمات التي عصفت بحركة فتح خاصة، والحركة الوطنية الفلسطينية عامة، هل لازالت حركة فتح قابلة لأن تلعب ذات الدور؟..
ج3: أنا باعتقادي في الوقت الراهن، وفي ظل الرؤى السياسية التي أصبحت تسيطر على قيادة حركة فتح من خلال سيطرتها على قيادة م،ت،ف وبالتحديد اللجنة التنفيذية وإحاطة نفسها بقيادات ليس لها صلة بحركة فتح والثورة، لا أعتقد أن حركة فتح في وضعها الراهن قادرة أن تمارس أو تستعيد دورها القيادي الريادي الذي مارسته منذ انطلاقتها عام 1965. فالآن تغيرت أهداف وبرامج الحركة، وأصبحت ضمن رؤى التسويات التي فرضها الواقع الدولي والعربي على حركة فتح، لذلك فإن الحركة ليست في وضع القادر على قيادة النضال من أجل تحقيق الأهداف التي أنطلقت من أجلها حركة فتح.
س4: هناك آراء تستدعي أجواء نكبة 1948 في وصف الواقع الفلسطيني الحالي، لا بل إن البعض يقول إنه أخطر على القضية من الاحتلالين: البريطاني والصهيوني على مدى 100 عام، هل توافق على هذا التوصيف؟ وما السبل للخروج منه؟.
ج4: إذ تتبعنا مجري العمل المعادي المتآمر، نرى أن القضية الفلسطينية، مرت بمراحل عديدة، تلقت فيها ضربات موجعة ومدمرة. وكانت البداية مطلع القرن المنصرم وبالتحديد عام 1917 حيث وعد بلفور الذي أعطى حقاً غير شرعي لليهود بإقامة " وطن قومي " لهم في فلسطين. وكانت الضربة الثانية في الالهاءات: الكتاب الأبيض الأول والكتاب الأبيض الثاني وذلك لغاية عام 1947، حيث تلقت القضية الضربة الثلاثة بصدور قرار التقسيم الظالم الذي أعطى لليهود 56% من مساحة فلسطين في الوقت الذي لم يستطيعوا أن يسيطروا بقوة حراب الاحتلال البريطاني وبتواطؤ العائلات الاقطاعية العربية سوى 6% من أرض فلسطين، كما لم يكن يزيد عدد المستوطنين اليهود عن (600) ألف مستوطن، بينما كان تعداد الشعب العربي الفلسطيني يقارب المليون ونصف المليون. أما الضربة الثالثة فكانت زيارة السادات إلى القدس عام 1977 والتي توجت بتوقيع اتفاقات كامب ديفيد، التي شكلت نقطة تحول في مجرى الصراع مع العدو الصهيوني، إذ أخرجت مصر القاعدة الريادية للأمة من دائرة الصراع، الأمر الذي ترك أثره على القضية الفلسطينية ومجمل الوضع العربي وبالتحديد المحيط بفلسطين. والضربة الرابعة كانت في عام 1991 في مؤتمر مدريد، والذي أدى إلى إتفاقيات أوسلو وفي الـ 2007 جاءت الضربة الخامسة في لقاء أنابوليس، تحت عنوان " البحث في مستلزمات قيام "الدولة الفلسطينية" التي لن تكون إلا " دولة مؤقتة" جغرافيتها هي أراضي أوب، فقط. وأنوه هنا إلى أن اتفاقيات اوسلو، قسمت الأرض الفلسطينية المحتلةعام 1967 إلى ثلاثة أقسام أو مناطق، المنطقة (أ) وتخضع السلطة لحكم إداري الذاتي أمنياً وإدارياً، والمنطقة ( ب ) تحت السلطة الإدارية لسلطة الحكم الذاتي أما الأمن فهو في يد العدو الصهيوني، وهاتان المنطقتان لا تزيد نسبتهما عن 26% من مساحة الأرض المحتلة عام 1967 بينما المنطقة ( ج ) هي تحت السيطرة الصهيونية المباشرة بالكامل.
المفارقة اللافتة في الأمر أنه بين كل ضربة وأخرى فإن هناك ملهاة تطرح علينا، توهمنا بأن هناك حلاً قادماً للقضية الفلسطينية، بينما هي تضعفنا، فيما يزداد العدو صلفاً وعدواناً ويصر على اعتبار فلسطين ليست إلا "أرض الميعاد" لذلك يوسع من دائرة تهويده للأرض وقتله للإنسان الفلسطيني.
س5: محمود عباس استحدث تحقيباً جديداً للتاريخ فتحدث عن ما قبل أنا بوليس وما بعد أنابوليس، ماذا يعني لكم ذلك؟
ج5: أساساً لدى محمود عباس استعداد كبير لتقديم التنازلات لصالح العدو الصهيوني، وقوله ما قبل أنابوليس وما بعده لا معنى له، مادام لديه الاستعداد لمزيد من التنازلات على حساب القضية. أنابوليس لم تكن سوى مهرجاناً، الغاية منه إشهار البدء بالمفاوضات. ولا أدري ما معنى ذلك، في ظل عقد ثمانية لقاءات بين عباس وايهود أولمرت في الثلاثة أو الأربعة شهور السابقة من أنابوليس، أدعوا في تبريرها أنهم يسعون للوصول إلى ورقة تفاهم لكن ذلك لم يتم، فتحولوا إلى التفاوض على ورقة مبادئ ولم يتم التوصل إليها، ثم تحول الأمر إلى ورقة إطار وهذه أيضاً لم يقبل بها العدو... فذهبوا إلى أنابوليس، بلا أية ورقة، فأخذ بوش ورايس على عاتقهما وضع ورقة التفاهمات المشتركة. وهذه الورقة هي ورقة صهيونية أولاً وأخيراً بحكم التحالف القائم بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وهو تحالف يرتقي إلى مستوى الارتباط العضوي، حيث أمريكا تتعامل مع الكيان كأنه ولاية أمريكية متقدمة لكن في منطقة الشرق الأوسط. الملاحظ أن لقاء انابوليس ألغت كل القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وتلبي بعض الحقوق الفلسطينية، وليس هذا فحسب بل تجاهل المبادرة العربية سيئة الصيت، واكتفى بالتركيز على خارطة الطريق، وهي خطة من ثلاثة مراحل، تدعو المرحلة الأولى إلى ضرب البنية التحتية للمقاومة، ولأن هذا ليس في مقدور السلطة، فإن التركيز عليه، يهدف إلى توفير مزيد من الوقت والامكانيات للعدو الصهيوني ليستمر في النهب والاستيطان وبناء جدار الفصل والتهويد، وتهويد القدس بمنسوب أكبر مما هو موجود الآن، لأن العرب مازالوا يشكلون 38% من عدد السكان، ولتوطين أكبر عدد ممكن من اليهود، بحيث لا يبقى هناك شيء يمكن التفاوض عليه. وبالرغم من ذلك تحاول سلطة الحكم الإداري أن توهم شعبنا بوجود انجازات بعد انابوليس. والسؤال ما هي هذه الانجازات؟ إذا كان العدو بعد انتهاء لقاء أنابلوليس مباشرة أعلن عن توسيع مستوطنة أبو غنيم ببناء (307) وحدة سكنية، وكذلك طرحه أفكار وخطط بناء ما بين (10-15) ألف وحدة سكنية في منطقة قلنديا. العدو برر الأمر بالقول أن التوسيع جرى في ضواحي القدس، وبالتالي هذا لا يدخل في إطار التزاماته في أنابوليس بخصوص وقف توسيع المتسوطنات. الكتل الاستيطانية وصلت من الشرق إلى حدود أريحا ومن الجنوب إلى حدود الخليل، والشمال إلى رام الله، من خلال مستعمرات كفار عتصيون، ومعاليه أدوميم إلخ.. إضافة إلى المستوطنات الكبرى هناك (117) موقع استيطاني منتشر في الضفة الغربية وهذه ستتجمع في المستقبل لتصبح كتلة كاملة غير قابلة للتفكيك أسوة بنظيرتها، لكن ما هو أخطر في أنابوليس أن النظام الرسمي العربي شارك فيه.
وذلك بقرار اتخذه مجلس الجامعة العربية، حضر اللقاء 16 دولة. صحيح أنه في السابق عقدت مؤتمرات دولية، لكن الحضور أو عدم الحضور العربي كان يتم إفرادياً أي بلا غطاء من الجامعة العربية، أما الذهاب إلى أنابوليس فتم بإسم الجامعة العربية، ولا شك أن هذا اعترافاً بالعدو وحتى وإن لم تجر مصافحته، لكن مجرد الحضور هو بداية للتطبيع. وفوق هذا ذهب عباس إلى أنابوليس بلا ضمانات وهو الأضعف والمحتل، بينما ذهب إيهود أولمرت، وفي جيبه ورقة الضمانات التي أعطاها بوش إلى سلفه شارون.
بالمحصلة أطلقت أنابوليس المفاوضات بين سلطة الحكم الإداري الذاتي والكيان الصهيوني والحكم في ذلك أمريكا التي أرسلت جنرالاً جديداً ليشرف على هذه المفاوضات هو الجنرال جونسون، وكأن الجنرال دايتون لم يعد يكفي لوحده، وليضيف جهده إلى مبادرات الجنرال زيني ومدير المخابرات المركزية الأمريكية السابق جورج تينت، لذلك نقول إن هذه المفاوضات هي خطر محدق، وذات آثار مدمرة على القضية، أما توسل سلطة الحكم الإداري في تبرير انخراطها في المفاوضات بخطاب بوش في أنابوليس وبالتحديد قوله: "سنبذل جهدنا بأن يكون العام 2008 عام السلام" فهذا الكلام هو لزوم ما لا يلزم إذ لا يعبر عن التزام أبداً. فالمعروف ان الرئيس الأمريكي في سنة حكمه الأخيرة هو "بطة عرجاء"، وكذلك السنة الأولى من حكم الرئيس الجديد، وكل هذا يصب في خانة التسويق الصهيوني لكسب المزيد من الوقت، والذي سبق أن أعلن إسحق شامير في أعقاب مؤتمر مدريد، وها قد مر 17 سنة منذ مدريد إلى اليوم، وما نراه هو التهويد والتهويد وتوسيع المستوطنات وقضم المزيد من الأرض، وعزل لشعبنا في كانتونات.
س6: هناك حديث يعلو حيناً، ويخف معظم الأحيان عن إعادة بناء وتفعيل م.ت.ف.هل هناك بالفعل إمكانية لإنجاز ذلك اليوم؟..
ج6: وجهة نظري أن هذه السلطة ليس في وارد بناء أي مؤسسة من مؤسسات م.ت.ف. ودليلنا على ذلك أن حوارات القاهرة التي جرت في عام 2005 نصت على الشروع فوراً بعقد لقاءات لرئاسة المجلس الوطني والأمناء العامون للفصائل الفلسطينية لوضع خطة لعقد المجلس الوطني وانتخاب لجنة تنفيذية. الآن نحن في عام 2007 ولم ينفذ أي شيء، محمود عباس لم يحرك ساكناً في هذا المجال، وأعتقد أن محمود عباس يرى أن هذا أفضل له، لذلك عندما سيطرت حماس على قطاع غزة شعر أنه صار طليقاً أكثر من أي وقت لينفذ ويمرر ما يريده العدو الأمريكي-الصهيوني. ورجل هكذا ليس في وارده بناء مؤسسات م.ت.ف. لأنه لا يريدها تقييد حركته وسلوكه ويمنعه من تنفيذ برنامجه. وهنا أريد أن أشير إلى أن ما جرى في غزة في منتصف حزيران، وأقول بصراحة: أن حركة حماس قد تكون أخطأت في معالجة أمر الأجهزة الأمنية -ومع إدراكنا أنها أجهزة فاسدة ومسيئة- إلا أنه كان بالإمكان معالجتها بطريقة مختلفة غير القوة المسلحة، لا سيما أن حماس كانت هي الحكومة، لذلك نظر عباس إلى ما جرى في غزة وكأنه هدية من السماء إذ تحررت حركته من القيود والأثقال.
لذلك لا اعتقد أن هناك إمكانية لإعادة بناء وإصلاح مؤسسات م. ت. ف ما دام هناك خطان في الساحة الفلسطينية، فبغض النظر عما يقال عن حركة حماس، أنها تريد الاتصال مع العدو وعقد هدنة معه، فإن حماس باعقتادي لا يزال برنامجها برنامج المقاومة، أما برنامج عباس فهو برنامج المساومة والتفريط بالأهداف والحقوق الوطنية، وبالتالي فإن مفهوم الوحدة عند عباس صار له تفسير واحد، هو أن يأتي الجميع إلى برنامجه، وأن يعترفوا بالعدو الصهيوني، وبالاتفاقات التي أبرمت مع العدو الصهيوني.
والتسليم بأن القسم الأعظم من أرض فلسطين هي أرض صهيونية، والاستعداد كذلك للتنازل عما تبقى من الأراضي المقدسة، ألم يقل عباس أنه يريد أرض بحدود 6205 كم2، من غير أن يحدد هذه الأرض التي لن تكون إلا في صحراء النقب أو في أطراف قطاع غزة، من هنا كان قراره أن لا يشارك أحد في الانتخابات القادمة إلا بعد أن يوافق على برنامج عباس والاتفاقات المبرمة مع العدو الصهيوني.
لذلك نرى أن الأزمة المستفحلة بين حركة حماس ومحمود عباس ليست أزمة مقرات وممتلكات، بل هي أزمة أزمة سياسية أولاً وأخيراً وإذا لم يقر أحدهما برؤيا الآخر ويسلم بها، لا يمكن أن يتم اللقاء. بالخلاصة نحن أمام مرحلة من الخلافات ستستمر طويلاً.,
س7: تصفية حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم، وطرد ما تبقى من عرب 1948، أصبح في أمر اليوم الصهيوني، كيف يمكن إجهاض هذا المخطط في ظل وجود طرف فلسطيني يستجيب لهذا الهدف الصهيوني؟..
ج7: حول مسألة يهودية "الدولة" هناك قرار التقسيم الذي نص على إقامة دولتين: دولة يهودية ودولة عربية، لكن الصهاينة لم يقفوا عند هذا التوصيف، لذلك بن غوريون حين أعلن "قيام الدولة" عام 1948 أعلن قيام "دولة إسرائيل" أي أنه لم يقف عند "يهودية الدولة" ، إلا أن تنامي الديمغرافية الفلسطينية سواء في الأراضي المحتلة عام 1948 أو المحتلة عام 1967، جعلهم يعودون إلى فكرة "يهودية الدولة" . كان مفروض أن يقر هذا الطابع في أنابوليس، لكن وفد السلطة لم يكن مهيأ لذلك، لكن جورج بوش في خطابه أقرها وكررها في خطابه أكثر من ثلاث مرات.
الكيان الصهيوني كما تعلمون يمتلك رؤية استراتيجية يفكر لمدى زمني قادم، إلى خمسين سنة إلى الأمام، وهذا منذ المؤتمر الصهيوني الأول عندما أعلن هرتزل 1897 أن الدولة الصهيونية ستقوم بعد خمسين عاماً، وبالفعل قامت بعد (50) عاماً، هم الأن ينظرون إلى الديمغرافية العربية في الأراضي المحتلة عام 1948، كانوا في ذلك العام (150) ألف نسمة، الآن بلغوا (1.5) مليون. بعد خمسين عاماً كم سيكونون، بالتأكيد سيتجاوزون الـ(5) ملايين، هذا خطر كبير على مستقبل الكيان الصهيوني، خصوصاً في ظل نضوب مصادر الهجرة. هذا العام 2007 كانت نسبة المهاجرين من الكيان تفوق نسبة القادمين..
إذا فالقضية بالنسبة للكيان هي برنامج منظم، بصرف النظر عن قوة وضعف هذه الحكومة أو تلك. لا شك أن العدو يهدف وراء تأكيد "يهودية الدولة" أمرين:
1- قطع الطريق على عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم.
2- التخلص من أكبر عدد من فلسطينيي 1948.
المؤلم في الأمر أن هناك رموز في سلطة الحكم الإداري الذاتي، مثل ساري نسيبة يكرر الأطروحة الصهيونية حول مبادلة التجمعات الاستيطانية بقرى المثلث المحتل عام 1948 لتمكين العدو من التخلص من (150) ألف من أهلنا في أراضي الـ 1948، وإلى ذلك نضيف المبادرات الأخرى مثل مبادرة ياسر عبد ربه-بيلين، أو ما عرف بوثيقة جنيف التي شارك في الإعلان عنها رموز من سلطة الحكم الذاتي، وقد سوقت هذه الوثيقة لدى الكونغرس وهي تدعو إلى تصفية حق العودة، فحق العودة لا وجود له في قاموس سلطة الحكم الذاتي، إذ هو مسقط من حساباتها.
أما ما يتردد على ألسنة الصهاينة من تنازل، عن بعض المواقع في القدس للفلسطينيين لا يعدو كونه تخلص من بعض الكتل السكانية العربية مثل شعفاط فيها (40) ألف فلسطيني وكذلك قرية الولجة في جنوب القدس.
حق العودة يتعرض لخطر كبير، خطر التصفية والمطلوب التصدي لهذه الأخطار وإجهاضها.
س8: ما هي رسالة الأخ أبو موسى وحركة فتح إلى أبناء شعبنا وأمتنا العربية-الإسلامية في الذكرى الـ43 لانطلاقة فتح والثورة المعاصرة؟..
ج8:رسالتنا إلى شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية أن الكيان الصهيوني إلى زوال، فهو غزوة من الغزوات التي دامت عشرات ومئات السنين. نحن اليوم لا نواجه غزوة صغيرة من هؤلاء المستوطنين الصهاينة، بل نحن نواجه أمريكا، وأن هذا الكيان ما وجد إلا لخدمة أهداف الاستعمار من بريطانيا إلى أمريكا وريثة الإمبراطوريات الاستعمارية السابقة.الكيان الصهيوني مصلحة استعمارية كبيرة منذ أن وصل نابليون إلى عكا عام 1798، ونداءه لليهود للحضور والاستيطان في فلسطين، ثم في عام 1917 ووعد بلفور، فهذا الكيان وجد من أجل هذه الأهداف، لذالك نحن نواجه أمريكا وأهداف أمريكا، خصوصاً عندما أعلنت أنها جاءت لبناء الشرق الأوسط الكبير، وأعلنت أن الكيان الصهيوني هو مركز هذا الشرق الأوسط، والأهداف من وراء ذلك هي:
1- قطع الطريق بين قوى المنطقة.
2- أن يبقى العدو هو الأقوى في المنطقة - الفصل بين المشرق العربي والمغرب العربي.
3- إبقاء منطقتنا في حالة تخلف وتجزئة.
البعض قد يعتقد أن كلامنا حول زوال الكيان الصهيوني غير واقعي ضرب من الخيال، لكن نقول من كان يفكر مثلاُ عام 1980 أن أمبراطورية الاتحاد السوفيتي العظيم ستنهارآنذاك كان يوصف بأنه فاقد العقل، لكن انفراط الاتحاد السوفيتي خلال 48 ساعة، والإمبراطورية لن تكون استثناء ولا بمنأى عن الانهيار، فهذه سنة الكون، لذلك لن تبقى أمريكا والبقاء لوجه الله، فهي (أمريكا) متورطة في كل مواقع العالم من أفغانستان إلى العراق إلى إيران .إلخ.. لذا علينا الصمود والصبر وعدم الإقرار بشرعية وجود الكيان الصهيوني، وهذه هي طريقنا وأملنا وسيأتي يوم على هذا الكيان الغريب عن منطقتنا يزول فيه. من يقول أن الكيان الصهيوني غير قابل للهزيمة، نقول له أن معركة تموز أكبر دليل على إمكانية هزيمته، وبالتالي إذا أعددنا العدة بشكل جيد فإننا قادرون على تحقيق الانتصارات الكبيرة، الظروف سوف تتغير وسيأتي يوم تنتصر فيه قوى الحق، قوى شعبنا وأمتنا على قوى الاستعمار والصهيونية فهذه الغزوة الاستعمارية زائلة ولو بعد حين.